نعم 50 ألف ريال هو الثمن الذي سيقوم بدفعه العاطل عن العمل للحصول على وظيفة مميزة، وهذا العرض موجود في إعلانات على بعض المواقع بشرط أن تكون هذه الوظيفة في جهة حكومية، ومن تلك الإعلانات المنتشرة في شبكة الإنترنت والتي استعرضتها صحيفة سبق مؤخراً في أحد أخبارها (خريج ثانوية "قسم العلوم الطبيعية" النسبة 84% شهادة حاسب (ستة أشهر) أبي وظيفة مدنية حكومية، أو على عقد حكومي، هيئة الدواء والغذاء، وزارة الصحة، وزارة الإعلام، وزارة الخارجية، أو أرامكو، شركة STC،...) وإعلان آخر (أحتاج وظيفة مميزة بأي قطاع بس تكون حكومي انا معاي الثانوية واللي يوظفني له 20 ألف ريال )، وإعلان آخر (عشرة آلاف ريال لمن يحصل لي على وظيفة حكومية براتب لايقل عن 5000 ريال ) . هذه ظاهرة غريبة أن يقدم العاطلون على مثل هذه الإعلانات والتي يعرضون فيها مبالغ مالية مغرية في مواقع التواصل الإجتماعي وشبكة الإنترنت من أجل الحصول على وظائف مميزة وخاصة في القطاع الحكومي، والبعض يبرر بأن اللجوء لمثل هذا الأسلوب هو بسبب عدم توفر الواسطة التي تضمن لنا الوظيفة في القطاع الحكومي أما عن أسباب عدم تقدمهم للقطاع الخاص فلأن الرواتب هناك زهيدة وتقل في بعض الأحيان عن 3 آلاف ريال وساعات العمل أطول ولايوجد الأمان الوظيفي. هل وصل الحال بنا إلى أن نقوم بعرض الرشاوى من أجل التوظيف على مواقع الإنترنت أم أن البعض سيعترض على مسمى الرشوة ويسمي هذا العمل شفاعة؟ ماذا عن وظائف وزارة الخدمة المدنية؟ وماذا عن وظائف شركات القطاع الخاص؟ وماذا عن وظائف صندوق تنمية الموارد البشرية؟ ماذا عن الوظائف التي تعرض كل يوم في الصحف والمجلات وتكون بالمئات ولايتقدم لها سوى العشرات؟ ماذا عن شكاوى العديد من التجار ورجال الأعمال عن عدم وجود كوادر وطنية للعمل؟ لماذا هذا الحرص على الوظيفة الحكومية على الرغم من أن مستقبل كثير من وظائف القطاع الخاص أفضل من وظائف القطاع الحكومي ؟ وماذا عن المشاريع الصغيرة والعمل فيها وصناديق القروض الحسنة الموجودة ؟ وماذا عن المشاريع الضخمة التي يعلن عنها كل يوم في وطننا ومايرتبط بها من فرص عمل أم إن جميعها سيتم تنفيذه بالكامل من خلال العمالة الأجنبية؟ أعتقد بانه لايزال الخلل في معنى فرصة العمل موجوداً في مجتمعنا فهو لدى بعض العاطلين من الشباب يعني وظيفة حكومية براتب لايقل عن 7000 ريال وفي نفس المدينة التي يعيش فيها ولاتبعد عن منزله أكثر من 5 كلم وبدون سجل حضور وإذا مابقي هذا المفهوم سائداً لدى البعض فأنا على ثقة بأن البطالة ستبقى في مجتمعنا بل قد تنمو ويزيد عدد العاطلين ويرتفع سعر تلك الوظائف ليتجاوز ال 50 ألف ريال . [email protected]