المسلسل الإذاعي " لا يا ولدي " أذيع في رمضان هذا العام من اذاعة جدة ، اعداد المذيعة جواهر بنّا وإخراج سهيل بليلة ، يحكي قصة ذلك الطبيب الشهير في تخصصه ، العاق لوالدته الذي تنكر لها وكانت في أمس الحاجة اليه لكبر سنها ومرضها وعجزها وهو وحيدها . المذيعة أجادت حبك تلك القصة ووضعتها في قالب قصصي جميل ربما أخذتها من محاكاة قصة واقعية أو جاءت بها من خيالها . ذكرتني بما يقع فيه بعض ابناء مجتمعنا ، ربما لطيبة قلب او استعجال حكم او حكماً بمظهر خارجي ، فقد قال لي صديق أثق في صدقه قصة تشابه هذا المسلسل ، يقول انه عاش سنوات مع سكان احد الاحياء مخدوعين بشخص كان إماماً لهم في جميع الصلوات بما فيها خطب وصلاة الجمعة والأعياد . فقد كان هذا الشاب له مظهر خارجي يدل على التقى والصلاح ، جاء الى الحي والى الجامع بالذات ، لا يعرفه احد من أهل الحي ، وقد كثرت الأحياء وكبرت وكثر الناس فيها ، وبالتالي لا تعرف هذا القادم أو الذي سكن الى جوارك ، وأصلاً انت لست ملزماً بالتحرى عنه ، إلا ان كنت تريد التعامل معه في زواج أو شراكة ، ولكن هنا الأمر يختلف تماماً فهو أمر يتعلق بالدين ، وهل هناك أهم ممن يؤمنا في صلواتنا ويخطب فينا الجمعة والأعياد وأمور تتعلق كما تعودنا بإمام المسجد أو الجامع ، حيث يعتبره البعض قدوة أو معلماً ومصلحاً بين أشخاص وأزواج وأسر ومرشداً في أمور ديننا ، يقول صديقي مواصلاً حديثه لي : جاء إلينا ذلك الشخص وأصبح في جامع حينا القيم على كل شيء ، واستمر الحال على ذلك مدة ليست بالقصيرة ، حتى ان أحد الاشخاص الميسورين من أهل الحي أسكنه في عمارة وزوّجه احدى بناته وجعله مثل أولاده . فجأة تغيب عنا ذلك الشاب فكان لابد من السؤال عنه ، فصدمت أنا و أهل الحي مما سمعنا عما حصل له من حادث مروري مروع اصيب فيه بشلل رباعي ، وعندما سألنا عن أهله خاصة والده ووالدته ، كانت الصدمة الكبرى لمن تولى السؤال ، حيث وجد ان له أباً وأماً مسنين وهو الوحيد لهما ويسكنان في أحد الاحياء الشعبية وقد تركهما هذا الابن دون رعاية بل قطعهما فلا بر ولا تواصل وتنكر لهما . أخيراً ، الصورة قد تتكرر في شخص آخر من أي شريحة في المجتمع ، وهذا الطبيب او إمام الجامع مثال فقط ممن مظهره مخالف تماماً لمخبره ، فلا تغرنكم المظاهر فالعبرة بالجوهر ، والله المستعان .