خلال خمسة أيام وفي إحدى غرف فندق (محترم) أحسست بالاختناق نتيجة عدم توفر مصادر تهوية، ولا إضاءة طبيعية في الفندق كله تقريبًا، رغم وجود نوافذ زجاجية كبيرة المساحة في الغرفة إلاّ أنها مغلقة لا يمكن فتحها، وعندما كنا نغادر الفندق نشعر وكأننا كنا طيورًا محبوسين في صندوق مغلق، بطبيعة الحال كنا نقتنص فرص خروجنا من الفندق سويعات لقضاء حاجاتنا أو الزيارات لنستنشق الهواء، لكن ما أن نعود إلى الغرفة حتى نشعر بالاختناق، ناهيك عن تسرب روائح السجائر من الغرف الأخرى، ورغم أثاث الغرف الجميل، وخدمات الفندق معقولة وموقعه بعيد عن الازدحامات والاختناقات المرورية، إلاّ أن المشكلة الكبرى هي سوء التهوية وعدم توفر مصادر الإضاءة الطبيعية! قبل سنوات قرأت عن المشكلات الناتجة عن الواجهات الزجاجية التي تتفاخر بها معظم الأبراج وناطحات السحاب والمباني المعاصرة، وقد كثرت خلال السنوات الأخيرة بأعداد مخيفة في بلادنا وخاصة ما رأيته في مكةالمكرمةوجدة مؤخرًا، ورغم أنها جميلة ورائعة المظهر إلاّ أنها تخفي وراءها بعض المشكلات الصحية، ومن المؤكد أن أكبر مشكلة هي عدم توفير التهوية والإضاءة الطبيعية بصورة دائمة أو دورية، ناهيك عن أن مجاري التكييف المركزي المتشعبة في أنحاء المباني تحتاج إلى صيانة وتنظيف متخصص ودائم وهذا ما لا يمكن توفره في كل أو معظم هذه المباني، وهو ما يفاقم المشكلة بصورة أعمق، وقد يكون الخوف من ميزانية الصيانة والتنظيف الدوري من أسباب عدم توفير هذه الخدمة الضرورية من قبل ملاك أو مستأجري المباني، وقد يكون عدم القناعة بهذه العملية من حيث المبدأ، ولذلك فإن الجهات الصحية والبلديات تتحمّل المسؤولية الكاملة في متابعة ومحاسبة المقصرين وفق نظام يجب سنّه، لأن انتشار الأمراض أو التسبب في حصولها نتيجة إهمال عمليات التنظيف والصيانة الدائمة سيكون له نتائج وخيمة على الجميع، ولأني لست من المتخصصين وإنما استشعرت المشكلة وأردت طرحها أمام المسؤولين لعلهم يمارسون دورهم النظامي لحماية المستفيدين من المباني الزجاجية! [email protected]