اتهم الزعيم الايراني الأعلى امس الأحد الولاياتالمتحدة بمحاولة استعادة السيطرة على العراق باستغلال التنافسات الطائفية. فيما، تقدم متشددون سنة نحو بغداد من معاقل جديدة على امتداد الحدود السورية. بينما، اجتاح مسلحون امس معبرا حدوديا ثانيا على الحدود السورية مع مواصلة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام سعيه لاقامة دولة خلافة تمتد عبر حدود البلدين. وجاءت ادانة آية الله علي خامنئي للتحرك الأمريكي في العراق بعد ثلاثة أيام من عرض الرئيس باراك اوباما ارسال 300 مستشار عسكري استجابة لمطالب من الحكومة العراقية بتقديم دعم. وتتعارض تصريحات خامنئي مع التكهنات بامكانية التعاون بين العدوين القديمين واشنطنوطهران للدفاع عن حليفهما المشترك في بغداد بعد المكاسب الميدانية السريعة التي حققها اسلاميون سنة على مدى اسبوعين. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن خامنئي قوله «نعارض بقوة تدخل الولاياتالمتحدة أو غيرها في العراق.» وأضاف «لا نوافق عليه لأننا نعتقد أن الحكومة العراقية والأمة والسلطات الدينية قادرة على انهاء الفتنة.» ويسيطر مسلحون من تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» وتنظيمات سنية متطرفة اخرى منذ اكثر من عشرة ايام على مناطق واسعة في شمال العراق ووسطه وغربه بينها مدن رئيسية مثل الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد). وقد اعلن تنظيم «الدولة الاسلامية»، اقوى التنظيمات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا، عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية. وسيطر امس مسلحو هذه التنظيمات المتطرفة على مدينتين اضافيتين في محافظة الانبار الغربية هما راوة وعنه القريبتين من القائم (340 كلم غرب بغداد) والتي فرض هؤلاء سيطرتهم عليها امس السبت بعد تراجع القوات الحكومية. وقال المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد امس «كاجراء تكتيكي ولغرض اعادة انفتاح القطاعات في قيادة الجزيرة والبادية تم انفتاح هذه القطاعات في اماكن قوية لكي يكون هناك تامين لمبدا اساسي وهو القيادة والسيطرة». واكد مصدر عسكري وشهود عيان لوكالة فرانس برس الاحد ان المسلحين سيطروا في الساعات الماضية على راوة وعنه بعد انسحاب القوات الحكومية منها. وفي وقت لاحق، اعلنت مصادر امنية وطبية ان المسلحين قتلوا 21 شخصا من وجهاء راوة وعنه عن طريق اغتيالهم رميا بالرصاص في الشوارع عقب انسحاب القوات الحكومية ودخولهم الى المدينتين. وفي محافظة صلاح الدين، شنت القوات العراقية غارة على موقع لمسلحين وسط مدينة تكريت، ما ادى الى مقتل عدد من الاشخاص، فيما صد مسلحون موالون للحكومة هجوما على ناحية العلم شرق المدينة الواقعة على بعد 160 كلم شمال بغداد. وافاد شهود عيان لوكالة فرانس برس ان سبعة اشخاص قتلوا واصيب 13 اخرون في الضربة الجوية في تكريت التي ذكروا انها استهدفت محطة لتعبئة الوقود. من جهتها، اعلنت قناة «العراقية» الحكومية ان القوات الجوية العراقية وبالتنسيق مع جهاز مكافحة الارهاب «نفذت ضربة جوية استهدفت مسلحي داعش في تكريت اسفرت عن مقتل» اربعين من مسلحي التنظيم على الاقل. وفي ناحية العلم الواقعة شرق مدينة تكريت، قتلت مستشارة محافظ صلاح الدين الشيخة امية ناجي الجبارة بنيران قناص اثناء هجوم شنه مسلحون في محاولة للسيطرة على الناحية. وقال مقدم في الشرطة لفرانس برس ان «مسلحين شنوا مساء امس (السبت) هجوما على الناحية من محورين والاشتباكات لا تزال جارية». في موازاة ذلك، سلم عناصر تنظيم داعش جثث 15 شخصا من سكان قرية البشير الشيعية التركمانية جنوب كركوك (240 كلم شمال بغداد) التي سقطت في ايدي هذا التنظيم قبل ايام، الى ذويهم بعد وساطة شيوخ عشائر عربية سنية. من جهة اخرى، قتل ستة اشخاص واصيب ثمانية اخرون بجروح في منطقة قريبة من مدينة الرمادي غرب بغداد امس الاحد عندما فجر انتحاري نفسه في مجلس عزاء لعقيد في الجيش العراقي قبل ان تنفجر سيارة مفخخة في الموقع ذاته، بحسب ما افاد مصدر امني. وقال العقيد في الشرطة عبد الجبار احمد في تصريح لوكالة فرانس برس ان «انتحاريا فجر نفسه في مجلس عزاء لعقيد في الجيش في منطقة تبعد نحو خمسة كلم شرق الرمادي (100 كلم غرب بغداد) قبل ان تنفجر سيارة مفخخة». دبلوماسيا، قال كيري في القاهرة إن الولاياتالمتحدة ليست مسؤولة عن ازمة العراق وليس عليها «اختيار قادته»، داعيا المسؤولين في السلطة الى تجاوز الانقسامات الطائفية مشددا عل ان تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» يمثل «تهديدا ليس فقط للعراق بل للمنطقة باسرها».