تمكنت القوات النظامية السورية أمس الخميس، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي لأكثر من عام، ما يتيح لها قطع طريق إمداد رئيسي للمعارضين، في تقدم إضافي لنظام الرئيس بشار الأسد قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية، فيما استخدمت روسياوالصين حق النقض (الفيتو) الخميس ضد مشروع قرار عرض في مجلس الأمن الدولي لإحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع. وأعلن متحدث باسم الجيش النظامي السيطرة على سجن حلب، وقال: «إن هذا النجاح مهم كونه يشدد الطوق حول الخلايا الإرهابية في شرق وشمال شرق حلب ويقطع الطريق الذي يستخدمه الإرهابيون للوصول الضاحية الشمالية لحلب»، (حسب قوله)، ومن جهته قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: «إنه بعد نحو 13 شهرًا من الحصار من قبل جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة، تمكنت القوات النظامية ومسلحون موالون لها من فك الحصار عن سجن حلب المركزي»، وأظهرت صور نقلها التلفزيون السوري حرس السجن وحتى السجناء داخله وهم يشكرون الجيش، وتشهد حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل بدء النزاع منتصف مارس 2011، معارك يومية منذ صيف العام 2012، وتنقسم السيطرة على أحيائها بين النظام الذي يسيطر على الأحياء الغربية، ومقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على الأحياء الشرقية. وأشار عبدالرحمن إلى أنه بنتيجة فك الحصار عن سجن حلب «تم قطع طريق إمداد رئيس للمقاتلين بين الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق حلب، والحدود التركية»، موضحًا أن «طريق الإمداد الوحيد المتبقي بين حلب والحدود التركية هو طريق الكاستيلو، في شمال غرب المدينة»، وأسفرت المعارك في محيط السجن عن مقتل 50 مقاتلًا على الأقل منذ يوم الثلاثاء، وفق المرصد، الذي تحدث أيضًا عن قتلى في صفوف الجيش والمقاتلين الموالين للنظام، من دون تحديد عددهم. وفرض مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وكتائب إسلامية، حصارًا على السجن الواقع على المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سوريا منذ أبريل 2013، واقتحموا أسواره مرارًا سعيًا إلى «تحريره»، قبل أن تطردهم القوات النظامية. وقال المرصد: «إن الطيران المروحي قام الخميس بإلقاء براميل متفجرة على مناطق وجود المقاتلين»،على بعد مئات الأمتار من السجن من أجل منع هجوم مضاد من قبل المقاتلين وفتح الطريق امام القوات النظامية وفي شرق البلاد، حيث تندلع المعارك بين الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة وجبهة النصرة والجبهة الاسلامية من جهة ثانية، سيطرت «داعش»، على حقل نفطي في الخراطة (40 كلم جنوب غرب دير الزور)، كما قتل 26 مقاتلاً من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية، وفق المرصد السوري، وعلى الجبهة الدبلوماسية، استخدمت الصينوروسيا الخميس حق النقض (الفيتو) لمنع تبني مشروع قرار لإحالة النظام السوري على المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهي المرة الرابعة التي يستخدم فيها البلدان حق النقض منذ بدء الأزمة السورية، واعتبرت موسكو أن الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية تهدد فرص إجراء محادثات سلام. المزيد من الصور :