اقتربت القوات النظامية السورية من فك الحصار عن سجن حلب المركزي الذي يفرضه مقاتلو المعارضة منذ حوالي سنة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان والاعلام الرسمي السوري أمس الأربعاء. فيما نفت وزارة الخارجية الإيرانية معلومات نشرتها صحيفة وول ستريت جرنال التي أكدت أن إيران تجند لاجئين أفغانا من اجل القتال في سوريا الى جانب قوات نظام بشار الاسد. وقالت مرضية افخم المتحدثة باسم الوزارة في تصريح نشرته وكالة الانباء الايرانية مهر للانباء: إن «معلومات الصحيفة الاميركية لا اساس لها على الاطلاق والهدف منها تشويه سمعة ايران». واضافت ان «هذه المقالة اهانة للشعب الافغاني وعلى الصحيفة ان تعتذر منه». وذكرت الصحيفة الاميركية ان ايران تعطي الافغان اللاجئين على اراضيها راتبا شهريا قدره 500 دولار وتصاريح اقامة اذا ما ذهبوا للقتال في سوريا. ويناهز متوسط ما يحصل عليه العامل 500 دولار شهريا في ايران. من جهته، قال كمال مرجان آخر وزير خارجية في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي أمس: إنه مستعد لخلافة المبعوث العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الذي استقال من منصبه في 13 مايو وتنتهي مهامه في نهاية الشهر الحالي. وقال مرجان (66 عاما) في مقابلة مع اذاعة «شمس-اف ام» التونسية الخاصة: إنه «يصعب رغم صعوبة المهمة، ان يرفض الواحد منا هذه المسؤولية». وكمال مرجان عمل لفترة طويلة في هيئات الاممالمتحدة حيث تولى بالخصوص مهمة الممثل الخاص للامين العام في جمهورية الكونغو الديموقراطية ومنصب المسؤول الثاني في المفوضية العليا للاجئين. وفي تونس تولى منصب وزير الدفاع ثم الخارجية (2005-2011) وكان عضوا قياديا في التجمع الدستوري الديموقراطي، حزب بن علي الذي تم حله بقرار قضائي في مارس 2011 بعد اسابيع من فرار بن علي في 14 يناير اثر ثورة شعبية ضد نظامه. وفي 2011 قدم مرجان اعتذاره «للتونسيين لانه قبل العمل» تحت امرة بن علي. بدوره، أعلن السفير الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين أمس الأربعاء ان روسيا ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فرنسي ينص على احالة الجرائم التي ارتكبت في سوريا امام المحكمة الجنائية الدولية، والذي سيطرح على التصويت اليوم الخميس في مجلس الامن الدولي. وردا على صحافية تسأله عما اذا كانت روسيا تنوي عرقلة هذا النص، اجاب تشوركين «نعم بالتاكيد»، واصفًا المبادرة الفرنسية بانها «ضرب من الدعاية». ميدانيًا، قال المرصد: إن المعارك المتواصلة منذ الامس في محيط السجن ادت الى مقتل 50 مقاتلا معارضا على الاقل، مشيرا الى ان هذا التقدم يتيح للنظام قطع طريق امداد اساسي لمقاتلي المعارضة في شمال شرق حلب، بين الاحياء التي يسيطرون عليها والحدود التركية. وقال المرصد: «تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اسلامية من جهة أخرى في محيط تلة حيلان ومحيط محطة الكهرباء الرئيسية في منطقة الشيخ نجار التي تبعد عن سجن حلب المركزي نحو كيلومتر واحد». وكانت القوات النظامية والمسلحون الموالون لها سيطروا على هذه المناطق ليل الثلاثاء بعد «عملية التفاف وتمويه»، بحسب مدير المرصد رامي عبدالرحمن. وتمكنوا، بمساندة من قوات حماية السجن، من تضييق رقعة المعارك. وبعد ظهر الاربعاء، قال المرصد: إن المعارك في محيط السجن ومنطقتي الشيخ نجار والبريج المجاورتين ادت الى مقتل 50 مقاتلا معارضا على الاقل. وتحدث عن سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، من دون ان يقدم حصيلة لذلك. وتحاصر مجموعات من المعارضة المسلحة بينها جبهة النصرة منذ اكثر من سنة السجن، معلنة انها تريد «تحريره». ويقع السجن شمال مدينة حلب التي تتوزع السيطرة بين احيائها بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة. وتقع منطقة الشيخ نجار التي تشن القوات النظامية الهجوم انطلاقا منها الى الشمال الشرقي من المدينة، وكانت لفترة في عهدة مقاتلي المعارضة. واعتبر عبدالرحمن ان نجاح النظام في طرد مقاتلي المعارضة من محيط السجن وفك الحصار «سيشكل نصرا استراتيجيا له»، يمكنه من «قطع طريق امداد رئيسية للمقاتلين من شمال شرق حلب حتى الحدود التركية».