للمرّة (التسعطعْشر) تأتيني شكوى من أكاديميات يعملْن في جامعة أمّ القرى بمكّة المكرّمة، عن وضعهنّ الوظيفي المؤقّت والمُجحف بحقهنّ، حيث يُتعاقد معهنّ لتدريس مختلف التخصّصات، بمُسمّى وظيفي هو (أكاديمية متعاونة)، وبراتب أقرب لراتب عاملات المنازل، وأحياناً بدون راتب، ليبدأ مسلسل معاناتهنّ وسعيهنّ الطويل وراء التثبيت الوظيفي!. لقد سبق وأن كتبت عدّة مرّات عن هذا التعاون، لا لشيء سوى أنني أعتبره مرضاً حادّاً ينخر في الجسم الأكاديمي المكّي المفترض بسبب وجوده في رحاب البيت العتيق أن يكون في أوْج عافيته، وقد صار الآن مرضاً مزمناً للأسف الشديد!. وللمرّة (التسعطعْشر) أقول: إنّ الجامعة تنفرد بهذا التعاون الذي ليس له من اسمه نصيب، دون الجامعات الأخرى التي صحّحت وضع أكاديمياتها المتعاونات، فإن كان القصور من الجامعة فتلك مصيبة، وإن كان القصور من وزارة التعليم العالي أو من وزارة الخدمة المدنية فالمصيبة أعظم، إذ كيف تساهمان في تصحيح الوضع في الجامعات الأخرى ولا تساهمان به في جامعة أمّ القرى؟ وإن كان القصور من الجهات الثلاث معاً فالمصيبة هي مقلب وظيفي بنكهة التعاون، بل هو أمّ المقالب قد تجرّعْنه الأكاديميات، ولا يكدن يستسغنه، وكان الله في عونهنّ!. وللمرّة (التسعطعْشر) أقول: إنّ هناك أمر ملكي كريم يقضي بالتثبيت الوظيفي، فكيف تنأى الجامعة بنفسها عن تنفيذه؟ وبحذافيره؟ وهو لا يحتمل التأويل بغير ما صدر له، ألا وهو التثبيت، ولا شيء غير التثبيت، إنّ هذا بحق أمّ العجائب!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وطس آب تقول فيها: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمرنا أن نُعطي الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه، والأجر في هذه الحالة هو شِقّان، تثبيت وترسيم على الوظيفة، وراتب مُلائم، فعرق جبين الأكاديميات هو لآلئ تُنير دروب التحصيل العلمي، وحرامٌ أن يسيل ويجفّ، ويسيل ويجفّ، هكذا منذ سنوات، بلا أيّ أجر!. @T_algashgari [email protected]