أشكر جامعة أمّ القُرى على ثلاثة أمور هي: واحد: إقامتها لندوة العمل التطوّعي قبل أيام! اثنان: رَبْطِها للتطوّع بصفة عامّة بالإنسانية، كما تجلّى في مَحَاوِر الندوة! ثلاثة: وَصْفِها للإنسانية بأنها الروح التي تشدّ الإنسان لخدمة أخيه الإنسان، لا لمصلحة دنيوية، بل لذات المساعدة، وابتغاء أجر الآخرة من ورائها، وتعضيد معالي مدير الجامعة لهذا الوصف بالاستشهاد بقول الشاعر: إنّي إذا نزل البلاءُ بِصاحبي.. دافعْتُ عنه بِناجِذِي وبِمِخْلَبي.. وشددْتُ سَاعِدَه الضعيفَ بِساعِدي.. وسترْتُ مَنكبَه العَرِيّ بِمَنكَبِي.. أكرّر شكري للجامعة، ولكن أودّ طرْح بعض الأسئلة، وهي: أليست من الإنسانية أيضًا تثبيت عشرات الأكاديميات المتعاونات في جامعة أمّ القُرى؟ أولئك الأكاديميات المظلومات اللاتي يعملن في الجامعة شبه مجانًا، على وظائف مؤقتة لا مستقبل لها، ولا ضمان، ولا تأمين، ولا تقاعد! وأليست من الإنسانية أيضًا مساعدتهنّ بتلك الروح التي تشدّ الإنسان لخدمة أخيه الإنسان؟ لا لمصلحة دنيوية، بل لذات المساعدة، وابتغاء أجر الآخرة من ورائها. إذن لماذا لم يُثبّتْنَ حتى تاريخه؟ خصوصًا أنّ هناك أمرا ملكيا كريما يقضي بتثبيتهنّ دون إبطاء، وأنّ هناك جامعات أخرى كثيرة قد ثبّتت كلّ متعاوناتها! هذا حيّرني، وجعلني أستلف بعض المفردات من أبيات الشعر، وأقول انّ في وظائف التعاون للأكاديميات ابتلاء، لأنّ عطاءهنّ للجامعة كبير، علميًا وجسديًا ونفسيًا، لكن للأسف بدون مقابل يماثله من الجامعة، كما لم يجِدْنَ من يدافع عنهنّ بناجذه ومخلبه، أو من يشدّ سواعدهنّ الضعيفة بساعده، أو من يستر مناكبهنّ العريّة بمنكبه! لهذا أقترح على الجامعة أن تتطوّع - بحقّ وحقيق - لتثبيتهنّ رسميًا، فهذا هو أبسط حقوقهنّ الوظيفية، والتعليمية العالية، والإنسانية! ولا أزيد! @T_algashgari [email protected]