سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفتي المملكة: الإرهاب مرض فتاك فلنتقِ الله في أنفسنا ونتعاون مع قيادتنا لمكافحته نيابةً عن خادم الحرمين.. وزير التعليم العالي يفتتح المؤتمر العالمي الثاني بالجامعة الإسلامية
أكد سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن «الإرهاب مرض فتاك وأصحابه فئة باغية خاطئة استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وزيّن لهم الباطل، فالإرهاب في حقيقته هو التعدّي على الناس بسفك الدماء وهتك الأعراض ونهب الأموال وتهديد الأمن والاستقرار وهو فساد حق فساد، والقرآن الكريم حذّر من الإقدام على قتل النفس المعصومة، والمسلم حقًّا هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأرواحهم وأعراضهم». وأضاف سماحته في كلمته المسجلة التي أُلقيت في افتتاح المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب والذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة: «إن المملكة كانت من أوائل الدول الموقعة على مكافحة الإرهاب والتصدّي له، وسعت إلى تحذير المجتمع الدولي من الإرهاب وخطره، وإن المملكة حاربته من خلال المكافحة الأمنية ومحاصرة خلاياه، وفي الجانب الوقائي من خلال المناصحة والرعاية، والعفو عمن تراجع عن فكره وعلم خطأه وأعلن توبته وتخلى عن هذا المبدأ السيئ، ومن خلال السعي لمحاربته ببرامج وزارة التعليم العالي في الجامعات، وتحصين الشباب ضده وبيان أضراره ومساوئه، وإصدار البيانات والقرارات التي تجرّمه وتبيّن أخطاره»، وأشاد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بالمؤتمر ودوره الفعال وآثاره الحسنة في بيان حقيقة الإرهاب وتحذير الناس من شرّه، مؤكدًا «أن المملكة العربية السعودية خطت خطوات عديدة في مكافحة الإرهاب وتصويره على الحقيقة لتحذير الناس منه وإرشادهم إلى أن هذا الداء العضال لا يريد للأمة خيرًا وإنما هدفه الفساد والإفساد»، وقال سماحته: «فلنتقِ الله في أنفسنا ونتعاون جميعًا مع قيادتنا في مكافحة الإرهاب، وأن نعلم أن هذا الإرهاب لا دين له وأن قلب المؤمن يبغضه، أسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده وأن يعينهم على مكافحة الإرهاب واستئصاله». وكان المؤتمر الذي يقام برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قد أنطلق مساء أمس، وافتتحه وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ويستمرّ ليومين، واستعرض الدكتور العنقري قبيل الافتتاح الوقفة التي نظمها طلاب الجامعة وشارك فيها أكثر من 1000 طالب يمثلون أكثر من 200 جنسية ولغة من مختلف بلدان العالم، وحملوا لافتات بلغاتهم يُعلنون فيها إدانتهم للإرهاب والتطرّف، ثم افتتح معرض المسابقة الدولية للخط العربي التي تنظمها الجامعة على هامش المؤتمر وتنافس فيها خطاطون من 13 دولة في كتابة نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التي تحرّم الإرهاب وسفك الدماء المعصومة وتدعو إلى الحوار والتعايش مع الآخر، حيث احتوى المعرض على أكثر من 100 لوحة وعمل. ودشّن وزير التعليم العالي خلال الحفل عددًا من مشروعات الجامعة، شملت الموقع الفرنسي للجامعة على شبكة الإنترنت الذي جاء خدمة للناطقين بهذه اللغة، وموقع قاعدة بيانات عمادة شؤون الخريجين الذي يهدف للتواصل مع خريجي الجامعة في جميع أنحاء العالم، ومشروع متابعة الخطة الإستراتيجية للجامعة إلكترونيًا وهو نظام ذكي يحتمل على المعلومات المتغيرة ليوفر مراقبة أداء الخطة الإستراتيجية في جميع قطاعات الجامعة. وفي كلمته في الحفل، أشار مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- هو الرجل الأول لمكافحة الإرهاب وصاحب المبادرات الكبرى لمكافحته، وأن المملكة العربية السعودية تبوّأت مكان الصدارة في العالم في مكافحة الإرهاب مكافحة أمنية وفكرية، ويأتي هذا المؤتمر في سلسلة جهود المملكة الفكرية والأمنية حيث انطلقت برامج وفعاليات وخطط ومناهج في ردّ من تورط في العمليات الإرهابية إلى الحق، وجاءت الإحصائيات لتعلن أن أكثر من تسعين بالمائة ممن خضعوا لبرنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة قد عادوا إلى رشدهم ورجعوا إلى طريق الإسلام الصحيح ومنهجه وأصبحوا أدوات لمكافحة الإرهاب ومفاتيح خير في مجتمعاتهم. وأوضح الدكتور السند أن الجامعة تنظم هذا المؤتمر العالمي وهي جامعة عالمية وفيها طلاب ينتمون لأكثر من 160 جنسية من العالم كله ينقلون ما تعلموه في هذه الجامعة إلى بلدانهم كافة وسينقلون عن الجامعة أن الإرهاب عدو للحياة والدين، ومن مبادرات الخير أننا رأينا تفاعلاً كبيرًا من كافة شرائح المجتمع، وأعلن أن من بواكير نجاح المؤتمر طرح مبادرة لإنشاء كرسي بحثي عن المراجعات الفكرية تكفل به الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن الإسلامية. وقال: إن هذا كله لم يأتِ إلا بتوفيق الله ثم بدعم ورعاية ومؤازرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله. واختتم مدير الجامعة الإسلامية كلمته بتوجيه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة الذي يتابع الجامعة وأنشطتها وبرامجها وفعالياتها، كما قدم الشكر والتقدير لوزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على افتتاحه للمؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين. وفي كلمة الضيوف والمشاركين في المؤتمر، والتي ألقاها نيابة عنهم الشيخ الدكتور أحمد محمد هليل قاضي قضاة الأردن وخرِّيج الجامعة الإسلامية، قال: إن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر تؤكد أن المملكة العربية السعودية جعلها الله لواء خير أمة أخرجت للناس وسطيةً واعتدالاً وشموليةً ورحمة وتسامحًا في ظلال العقيدة الحقة والشريعة الغراء، حيث جمعت بين أصالة المنهج والفكر وروح الحياة والعصر، مشيرًا إلى أن خادم الحرمين الشريفين لطالما تحدث حديث حكمة وبصيرة محذرًا من مخاطر التطرّف والتكفير التي تقود إلى التفجير والتدمير، وأضاف الهليل: هذا المؤتمر أستشعر أن الحاجة ماسة لعمل مراجعات فكرية علمية وحلول واقعية عملية دراسة وتحليلاً وتأصيلاً وتفصيلاً من خلال مؤتمر تحليل تأصيلي يشخّص الداء ويقدّم الدواء مع دوام الإشراف والمتابعة ويضع إستراتيجية وقائية علمية وعملية على بصيرة ورؤى إيمانية. بعد ذلك ألقى الدكتور سليمان بن عبدالله الرومي عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية قصيدة بعنوان «أرض المجد».