الحركة الفنية في المملكة تعاني من الكثير من المعوّقات والعقبات، وجمعية الثقافة والفنون من المفترض أن تكون هي المظلة التي يتجمّع تحتها الموهوبون والموهوبات في المجال الثقافي والفني غير أن الجمعية تواجه الكثير من التحديات، وفي مقدمتها الدعم المادي ممّا ألزم الجمعية أن تعلن في اجتماع مجلس إدارتها الأخير القيام بتطبيق خطة تقشف لترشيد الإنفاق لتوفير المخصصات المالية المناسبة للنشاطات، ممّا يستدعي دمج بعض الوظائف وتخفيض عدد الموظفين المتعاونين والمتعاقدين، وكذلك مخصصات البنود التشغيلية للحد الأدنى. دعم الفن والثقافة رسالة مهمة على مستوى الدول والشعوب، فهي وسيلة للتعريف بحضارات تلك الدول وهي رحلة طويلة تمتد عبر الأجيال، ولا تقف عند جيل معين، ولكن البعض يعتقد أن دعم الفنون هو عبارة عن محطة مؤقتة يذهب لها كلما وجد الأضواء في تلك المحطة ليقف فيها بعض الشيء، ويستمتع ببريق أضوائها، ويرفع صوته ليسمعه الآخرون، ويشارك في اجتماع ليثبت حضوره ثم يختفي مرة أخرى دون أن يترك أي أثر. لكي ننجح في دعم الفن والثقافة في مجتمعنا يجب أن نسعى بداية إلى توفير الرغبة الصادقة والحقيقية لهذا الأمر، وأن يتعاون الجميع للعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، وأن تقوم الدولة بتوفير الدعم المادي والمستدام، وأن يتم العمل من خلال مؤسسات غير ربحية لها خبرة في مجال اكتشاف الفنانين والمثقفين، وأن تكون هناك خطة شاملة تتضمن برامج متنوعة، ومسابقات، وآلية عمل تسعى لإدارة تلك البرامج والأنشطة بطريقة مستدامة في الدرجة الأولى؛ لكي تواصل عملها بكل جدية واقتدار. إن جمعية الثقافة والفنون تقوم مشكورة بما تستطيع من جهد لدعم الثقافة والفنون في مجتمعنا في حدود إمكانياتها، غير إن علينا كأفراد ومؤسسات واجب كبير لدعم تلك الجهود، فلدينا العديد من الكنوز من الكوادر الفنية الراقية لا تزال مدفونة، ولم تتمكن الجمعية من استخراجها لضعف إمكاناتها، ولابد من الداعمين للحركة الثقافية والفنية في الوطن أن يواصلوا العمل لدعم تلك الجهود بكافة إمكاناتهم، وأن يعتبروا دعم الحركة الثقافية والفنية رحلة طويلة، وليست محطة مؤقتة. [email protected]