فشل المسؤول الأول - في أي جهةٍ كانت - يأتي من فشل الفريق الذي يعمل معه.. سواء باختيارهم دون التدقيق في مستوى أدائهم، أو بعدم تأهيلهم التأهيل المناسب؛ لمواكبة تصوراته وأفكاره، وخططه الإستراتيجية القريبة والبعيدة. وزير العمل المهندس "عادل فقيه" أشعل جميع القنوات الإعلامية "المرئية، والمسموعة، والمقروءة"، وأجهزة التواصل الاجتماعي بكل أنواعها، حيثُ تم اختياره من قِبَل قناة "العربية" ضمن الشخصيات المُؤثّرة في المشهد الخليجي، وليس السعودي فقط.. فقد أصدر عدة قرارات لفتت الأنظار وغيّرت الاتجاهات، وصحَّح كثيرًا من الأخطاء التي ظلّت عشرات السنين دون حراك، وأصبح الدخول فيها كالدخول في نفق مظلم لا نهاية له. ولانزال في بداية مشوار التصحيح الذي سينعكس على المجتمع والمواطن والمقيم بفوائد جمّة.. تذكّرت ذلك وأنا أزور مكتب العمل الأسبوع الماضي، فقد لاحظتُ الفرق الكبير بين ما كان منذ بضع سنوات، عندما كنتُ أشاهد الناس ينتظرون منذ ساعات الفجر الأولى؛ ليكونوا أول الداخلين لأخذ أرقام، لعل وعسى أن يحظوا بإنهاء معاملاتهم، وبين سهولة التعامل الآن. وقد سمعتُ من الأستاذ عبدالمنعم الشهري مدير عام مكتب العمل بمنطقة مكةالمكرمة ما أثلج الصدر، بأنه قد بدأت التجارب في مكتب عمل جدة - وستُطبّق قريبًا - بأخذ موعد لزيارة المكتب في حالة عدم انتهاء معاملة المستفيد من خلال الدخول على موقع مكتب العمل أو الوزارة لإنهاء كل ما يتعلق بالمعاملات من خلال الإنترنت، وهذا سيُمكِّن المستفيدين من إنهاء إجراءاتهم دون عناء أو مشقة، وإذا تطلَّب الأمر زيارة مكتب العمل، لأخذ موعد زمني مُحدَّد فمن خلال شبّاك الموظف الذي سيذهب له مباشرة لإنهاء معاملته، كل ذلك يحدث بسبب اختيار الرجل المناسب والمُؤهَّل والقوي الأمين على رأس هرم الإدارة، والذي اختار بعناية فائقة موظفين يعملون بمستوى أداء وظيفي رائع وسلس، ودون تعقيد أو تعالِ أو غطرسة. غير أني لمستُ عتاب الأستاذ الشهري على بعض رجال الأعمال أو المستفيدين من خدمات مكتب العمل، بأن جُلهم لا يقرأون أنظمة مكتب العمل، رغم أنها مكتوبة ومعلنة، فعلى سبيل المثال هناك خدمات مجانية، أسمع من بعضهم أنه قد طُلب منه مبلغ معين لإنهاء معاملته، وهذا يعتبر نقصًا في المعلومة أو عدم اطلاع. كما أنني لمستُ الارتياح الكبير من قِبَل المُراجعين لتعامل معظم الموظفين بكل أدبٍ وخُلقٍ عالِ، كأنهم في شركة أو مؤسسة قطاع خاص نموذجية، وليسوا في إدارة حكومية. فهنيئًا للوطن بهذا الإنجاز، وهذا العمل الوطني المخلص. [email protected]