تعارف الناس على الاحتكام للقياس الرقمي، وتعلمنا لغة الأرقام الحسم، وبعدنا عن الوصفية الفضفاضة، والجدل السفسطائي، فعندما توفر من مالك الخاص مائة الف ريال في حسابك، لا يمكن أن تقتنع مهما حلفوا لك أن تنازلك عن هذا المبلغ لصالح البنك، فيه فائدة لك، لأنك بذلك تعرف فضل البنوك عليك. من المفارقات التي نشرتها الاقتصادية مؤخراً، التعارض بين تصريحات الدكتور فهد المبارك محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، التي أكد فيها عزم (ساما) إلزام المصارف السعودية بتطبيق الفائدة التناقصية بدلاً من التراكمية خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر، وبين تصريحات الأستاذ الفاضل طلعت حافظ أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، الذي أكد فيها، أن الفائدة المركبة على القروض في صالح العميل، لأنها تتيح له المقارنة بين أسعار البنوك، وتحفظ المنافسة الشريفة بين البنوك في تقديم خدمات أفضل للعملاء. لتوضيح الفرق بين تكلفة الاقتراض على المقترض في حال الفائدة التراكمية والتناقصية، تقول الصحيفة، لو أن شخصاً اقترض مليون ريال، ومدة السداد عشر سنوات، في حالة الفائدة التراكمية والمطبقة حالياً في السعودية، سيقوم المقترض بسداد فائدة 50 ألف ريال سنوياً، بإجمالي 500 ألف ريال بنهاية العشر سنوات، بما يعني أن القرض البالغ مليون ريال سوف يتم سداده 1,5 مليون ريال، حسب تصريحات الأستاذ حافظ، أما في حالة الفائدة التناقصية حسب تصريحات المبارك، سيقوم المقترض بسداد فائدة 50 ألف ريال في السنة الأولى، وتتناقص تدريجياً، بحيث يتم سداد 1,275 مليون ريال فقط، فأيهما أفضل للمقترض؟ علل الأستاذ حافظ، نفيه بقوله: إن مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) من مهامها الأساسية إدارة السياسة النقدية، ولا تهتم بكم يتقاضى البنك سعراً على قرض ما من عميل إلى آخر، وأنا أقول الحمد لله أنها اهتمت مؤخراً بما يحفظ حقوق المواطنين. #للحوار_بقية يُحكى ان اثنين في طريق، فأشار الأول الى شئ أسود فوق جبل، فقال هل ترى ذلك الغراب؟ أجابه الثاني: نعم لكنه ليس غراباً بل عنزة، وأخذا يتجادلان، حتى طار، فقال الأول: ألم أقل لك إنه غراب، رد الثاني (عنزة..ولو طارت)!