كد الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور أن الشعب المصري لن ينسى الدول التي اختارت مؤازرة ومساندة مصر في المرحلة التي مرت بها عقب "ثورة 30 يونيو"، والتي جاءت لكي تصحح المسار الذي فرضه البعض على ثورة 25 يناير وتستكمل أهدافها. وقال منصور ، في كلمته أمام القمة العربية الخامسة والعشرين المقامة في الكويت ، " لقد نادى المصريون بالعيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية واندلعت ثورة يونيو للحيلولة دون اختطاف الوطن وتغيير هويته وجره بعيدا عن الارادة الجامعة والضمير الوطني وسط ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد".وأضاف أن مصر دعت من قبل وتجدد دعوتها لأن يبادر البعض ممن لا يزال يقف في المكان الخطأ من مسار التاريخ لأن يصحح مسيرته وينضم إلى قاطرة التكاتف والتعاون العربي لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بأمتنا. وقال إن مصر تثمن غاليا التأييد والدعم الذي تلقته منكم ومن شعوبكم العزيزة، وسيسجل التاريخ لتلك الدول وقفتها بجانب مصر. وأضاف: "إننا في مصر أوشكنا على الوفاء بجميع التعهدات التي قطعناها على أنفسنا عقب ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013، وها نحن نقترب من اتمام ثان استحقاق بخارطة الطريق عبر إجراء الانتخابات الرئاسية لتليها الانتخابات البرلمانية لتكتمل بذلك خارطة الطريق لنكون بذلك استكملنا بناء الدولة الحديثة على أسس الديمقراطية وتناضل من أجل التنمية". وقال إن مصر تدعو كافة الدول العربية الشقيقة إلى الوقوف صفاً واحداً فى مواجهة الإرهاب، بما يستوجبه ذلك من سرعة تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وأن تتعاون فيما بينها على تسليم المطلوبين قضائياً، وعلى رفض توفير المأوى والدعم . ودعا منصور لإقرار استراتيجية عربية موحدة بعناصرها المختلفة السياسية والفكرية والعلمية لمواجهة الفكر المتطرف، وأقترح أن تستضيف مكتبة الإسكندرية اجتماعا للمفكرين والمسؤولين المختصين بالدول العربية لبلورة إطار يواجه الفكر المتطرف لأن مواجهة الإرهاب ليست بالأمن فقط. وأضاف أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال هي قضيتنا المحورية والمركزية وإن مصر تابعت ولا تزال المفاوضات الجارية برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية ، لافتا إلى أن مصر دعمت ولا تزال السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في مواقفها وفي كل ما يصب ايجابا في مصلحة الفلسطينيين.وقال"نتطلع إلي ان تسفر القمة العربية الحالية عن التأكيد علي الموقف العربي الجماعي الراسخ والداعم لإنهاء مأساة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والذي بات يشكل امتداده لعقود طوال وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء. واستطرد: "إن إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة في حدود ما قبل الخامس من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية اتساقا مع القرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومرجعيات عملية السلام لا سيما مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية امور لا تقبل التنازل أو التفريط وإلا باتت الشرعية ذاتها محل تشكيك وصار السلام غير قائم على العدل وغير قابل للاستدامة. وطالب الرئيس منصور المجتمع الدولي بالعمل على ايقاف اي محاولات إسرائيلية للنيل من حرمة المسجد الأقصى الشريف ومقدساتنا في القدس،وقال"هذا خط أحمر لو تم تجاوزه فلن يستطيع أحد التنبؤ بنتائجه الكارثية على الجميع". واكد أن حرم المسجد الأقصى يخص الأمة الاسلامية بأسرها وتتحمل إسرائيل المسئولية كاملة بوصفها قوة احتلال إزاء النتائج الوخيمة التي ستنتج عن التهاون أو التخاذل في شان حمايته من جماعات التطرف اليهودية .واكد منصور أن الحلَ السياسىَ هو المخرجُ الوحيدُ من هذه المأساة التي يعيشُها الشعب السوري ، مشددا على ضرورة الحفاظِ على وحدة الدولة السورية واستقلالِها وسلامة أراضيها. واشار إلى دعم بلاده كافة الجهود الدولية التي أسفرت عن انعقاد مفاوضات جنيف2 رغم تعثر هذه العملية السياسية ، لافتا إلى ان مصر تبذل جهودا فى محاولة تقريب مختلف قوى المعارضة الوطنية حول رؤية موحدة تدفع بالحل السياسى. واكد أن الامل لا يزالُ قائماً نحو حلحلة الأزمة الراهنة عبر خطوات انتقالية لتستعيدَ معها الدولة السورية عافيتَها ولحمتَها إذا أبدت دمشق استعداداً لتحقيق التقدم المطلوب نحو تشكيل هيئة حكم انتقالية تأخذ سورية الشقيقة إلى آفاق جديدة وتسمح بإنهاء الصراع المسلح الذى حصد حياة ما يزيد عن مائة ألف سورى وسورية حتى الآن.