في خطوات متسارعة صادقت المحكمة الدستورية الروسية أمس على معاهدة انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، فيما اعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن التدخل الروسي في أوكرانيا يمثل أخطر تهديد لأمن أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة، محذرًا موسكو من أنها ستواجه عزلة دولية، وقال راسموسن في تصريحات معدة مسبقًا «هذا جرس إنذار، بالنسبة للمجتمع الأوروبي الأطلسي، وبالنسبة للحلف الأطلسي، وبالنسبة لجميع الحريصين على أوروبا واحدة حرة تنعم بالسلام»، وأضاف: إنه رغم الأزمات التي شهدتها دول البلقان في التسعينات وجورجيا في 2008، إلا أن «هذا أخطر تهديد لأمن واستقرار أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة»، وقال: إن خطورة هذا الوضع تنبع من حجم الخطوة التي قامت بها روسيا والمتمثلة في أكبر تحركات للقوات في أوروبا «منذ عقود»، ولأن ذلك يحدث «على حدود الحلف الأطلسي تمامًا». من جهتها، دعت الولاياتالمتحدةروسيا أمس إلى التحاور مع كييف في شأن القواعد الأوكرانية التي يحتلها الجنود الروس في القرم، محملة روسيا مسؤولية أي حادث قد تتسبب به قواتها أو مناصروها، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: «إن جهود روسيا الكثيفة للسيطرة على منشآت عسكرية أوكرانية تؤدي إلى وضع خطير»، مضيفًا: «نندد بهذه الأفعال، على روسيا أن تتحاور فورًا مع الحكومة الأوكرانية لضمان أمن القوات الأوكرانية في منطقة القرم الأوكرانية». وقد سيطرت القوات الروسية صباح الأربعاء على المقر العام للبحرية الأوكرانية في سيباستوبول ثم سيطرت على قاعدة أوكرانية في نوفوزيرني بغرب القرم، وأضاف كارني: «إن الجيش الروسي مسؤول تمامًا عن الإصابات أو الوفيات التي ستكبدها قواته النظامية أو غير النظامية للقوات الأوكرانية في القرم»، وتابع: «المعلومات عن مقتل جندي أوكراني (الثلاثاء) تثير قلقًا بالغًا وتتناقض مع (ما أعلنه) الرئيس بوتين حين أكد أن التدخل العسكري الروسي في القرم جلب الأمن إلى هذه المنطقة من أوكرانيا». وكان مراسلو وكالة فرانس برس أفادوا أن القوات الروسية التي احتلت صباح الأربعاء المقر العام للبحرية الأوكرانية في سيباستوبول، سيطرت لاحقا على القاعدة الأوكرانية في نوفوزيرني بغرب القرم، وغادر نحو 50 جنديًا أوكرانيًا القاعدة في ظل مراقبة الجنود الروس فيما رفع عناصر ميليشيا موالية لموسكو العلم الروسي عليها، وقال مساعد قائد القاعدة في اتصال هاتفي مع فرانس برس: «إن عناصر الميليشيا الموالية لموسكو كانوا أول من دخل القاعدة، وأضاف: «إن الجنود الأوكرانيين لم يظهروا مقاومة رغم أنهم مسلحون ولم يصب أحد»، وأوضح الضابط أيضًا أن جنودًا أوكرانيين ظلوا داخل القاعدة ويتولى بعضهم الآن، بالتنسيق مع الجنود الروس، حراسة مستودع الأسلحة العائدة إلى الوحدة الأوكرانية، بدورها، قررت أوكرانيا اعتماد نظام التأشيرات مع المواطنين الروس والخروج من مجموعة الدول المستقلة التي تضم 11 من الجمهوريات السوفياتية السابقة، وفق ما أعلن الأمين العام لمجلس الأمن القومي والدفاع أندري باروبي، وقال باروبي إثر اجتماع للمجلس: «كلفنا وزارة الخارجية اعتماد نظام التأشيرات مع روسيا»، وأضاف: «اتخذ قرار ببدء عملية الخروج من مجموعة الدول المستقلة» التي تهيمن عليها روسيا. وصادقت المحكمة الدستورية الروسية على معاهدة انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا، ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن رئيس المحكمة فاليري سوركين قوله أمس في مدينة سانت بطرسبرج: «إن المعاهدة متوافقة مع الدستور الروسي»، وأضاف سروكين: «القرار تم اتخاذه بالإجماع»، وكان الرئيس الروسي بوتين أحال المعاهدة التي وقعها أول أمس الثلاثاء مع قيادة القرم في موسكو للمحكمة الدستورية لمراجعتها. المزيد من الصور :