لكي نتمكن من استئصال شأفة الفساد، ونجتث جذور شجرته الخبيثة من تربة بيئة العمل في مختلف القطاعات سواء أكانت تلك قطاعات حكومية أو غير حكومية يتعين علينا بادئ ذي بدء تطبيق وتفعيل أدوات وآليات صارمة من شأنها أن تكشف لنا الانحرافات وجسامتها التي تفت في عضد الأداء وتفل في منظومة العمل على نحو بطيء لكنه في محصلته فتاك ولكي نضبط إيقاع الأداء ونرتقي بجودة العمل لا مندوحة لنا من الركون إلى أفضل الممارسات وذلك من خلال توظيف مؤشرات الأداء "Kpis" "Key performance Indicators" وهو المصطلح الذي ينضوي تحت لوائه قياس أداء القطاع أو المؤسسة وذلك من أجل تقييم مدى ما تحقق من نجاح وتقدم شطر تحقيق الأهداف الاستراتيجية بكفاءة وفعالية ترقى إلى مستوى التوقعات في إطار من الشفافية الكاملة، ومعلوم أن اتجاهات مؤشرات الأداء تسير في اتجاهين أولهما ضبط معايير العمل التي من أهمها جودة الخدمة ورضا المستفيدين عنها وثانيهما تحسين أداء العمل وذلك بتقليل الوقت اللازم لإنجازه والحد من الأخطاء، فتغيب وربما للأبد من قاموس يومنا المتداول عبارات من مثل (راجعنا بكرة)، أو(تعرف أحد في الإدارة الفلانية) ويحكى أن أحدهم ذهب لاضافة مولودته في السجل المدني واسمها بحسب شهادة الميلاد "عائشة" لكن بعد الاضافة أكتشف أن اسمها في السجل المدني كان "عابثة" وتعين عليه أن يراجع كرّة أخرى لتصويب الخطأ الذي لم يكن له يد فيه، وكان عليه أن يدوخ (دوخة الأرملة في دهاليز التأمينات الاجتماعية)!. الأداة الثانية أو الآلية الأخرى التي يتعين الاعتماد عليها في محاصرة وخنق الفساد هو تطبيق الحوكمة والتي من متطلباتها الرئيسة وجود هيكل واضح يضمن المساءلة "المحاسبة"، والمسؤولية على نحو شفيف يعرف من خلاله الدور الذي تقوم به هذه القطاعات التي يفترض أن تكون لديها رؤية واضحة، ورسالة معلومة تعين المتعاملين معها على تحقيق مآربهم. * ضوء: (من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن). [email protected]