رعى صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية مساء يوم أمس الأربعاء الحفل الذي أقيم بمناسبة مرور نصف قرن على تشغيل أول رحلة للخطوط السعودية إلى دبي، بحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بحكومة دبي رئيس مجلس إدارة طيران الإمارات، والدكتور محمد البشر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب المسؤولين التنفيذيين بالخطوط السعودية وعدد من الخبراء والمتخصصين بصناعة النقل الجوي ورجال الأعمال والإعلام وذلك بفندق وستن دبي. وقد استهل معالي مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس خالد بن عبدالله الملحم كلمته بهذه المناسبة بالتعبير عن وافر الشكر والعرفان لصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله، على تفضله برعاية هذه المناسبة المباركة، ولسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، على جهوده في دعم وتطوير التعاون بين الخطوط السعودية وطيران الإمارات. وكشف الملحم أنه مع استكمال مشروع «الخصخصة» سيتم بإذن الله تأسيس الشركة القابضة للخطوط السعودية، واستعرض المراحل التي تمت في مشروع الخصخصة باستكمال خصخصة شركة الخطوط السعودية للتموين وشركة الخطوط السعودية للشحن المحدودة والشركة السعودية للخدمات الأرضية وشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران والبدء في تطبيق خطة إستراتيجية لتحويل أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران إلى مركز تدريب عالمي متخصص لخدمة متطلبات «السعودية» وشركات الطيران الإقليمية والدولية خاصةً مع حصول الأكاديمية على التراخيص المعتمدة من الشركات المصنِّعة للطائرات والهيئات الدولية المتخصصة. وأشار المهندس الملحم إلى أن منظومة التطوير الشامل بالخطوط السعودية والتي تضمنت تحديث الأسطول وتحقيق معدلات تشغيلية متميزة في نقل الركاب تجاوزت (25) مليون مسافر في عام 2013م إلى جانب الزيادة القياسية في أعداد الرحلات على القطاعين الداخلي والدولي بالإضافة إلى توفير السعة المقعدية التي تجاوزت على القطاعين أكثر من (28) مليون مقعد في 2013م. وتطرق الملحم إلى العمليات التشغيلية لنقل الحجاج والمعتمرين وكذلك النسبة المتقدمة في انضباط مواعيد الرحلات والتي تجاوز معدلها خلال عام 2013م (91%) حيث تُعد أفضل ما حققته المؤسسة في هذا المجال منذ عام 2009م إلى جانب تطوير شبكة الرحلات الدولية والتشغيل إلى العديد من المحطات الدولية من بينها تورنتو ولوس أنجلوس ومانشستر. كما بين جهود المؤسسة في تطوير البنية التقنية والتخطيط لإنشاء مجمع الخطوط السعودية للتقنية الذكية بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، من خلال الشراكة مع كبريات الشركات الوطنية والعالمية المتخصصة بما يساعد على تأهيل الشباب السعودي وتزويد السوق السعودي والإقليمي بأفضل حلول الأعمال والانتقال إلى مجتمع مصنِّع ومنتِج ومصدِّر للحلول التقنية الحديثة، فضلاً عن تعزيز موقع المؤسسة ضمن التحالف العالمي «سكاي تيم» من خلال شبكة رحلات تغطي أنحاء العالم وتطوير «طيران السعودية الخاص» بأسطول حديث ومتنوع لخدمة رجال الأعمال والشخصيات الهامة والطلب المتزايد على خدمات الطيران الخاص بالمملكة ومنطقة الشرق الأوسط. في ذات السياق، قدم الملحم للحضور شرحًا وافيًا لمنظومة الخدمات وما تم فيها من مراحل تطويرية شملت توسيع خدمات موقع «السعودية» الإلكتروني واستحداث موقع جوال «السعودية» وزيادة أعداد أجهزة الخدمات الذاتية بالمطارات ومكاتب المبيعات وبعض المراكز التجارية والطرق السريعة مع توفير خدمات الإنترنت والتجوال الجوي على الطائرات من طراز «ايرباص 330» وعدد من طائرات «بوينج B777-300» مع تطوير الخدمات على الطائرة من خلال خدمات جديدة ووجبات ترضي مختلف الأذواق واختيارات واسعة من البرامج السمعية والمرئية إلى جانب تطوير صالات الفرسان ومكاتب المبيعات وفق الهوية والشخصية الجديدة للمؤسسة. وأكد معاليه في نفس الوقت أن الخطوط السعودية تُعطي الأولوية القصوى لإعداد الكوادر الوطنية من خلال برامج الابتعاث لدراسة علوم الطيران والدراسات العُليا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بالإضافة إلى برنامج رواد المستقبل وبرامج التدريب في مجالات التسويق والخدمة الجوية والخدمات الأرضية والشؤون المالية والإدارية وغيرها، حيث حظي قطاع التدريب بالمؤسسة باعتراف منظمة «آياتا» واعتماده كمركز إقليمي للتدريب في مختلف تخصصات النقل الجوي ، موضحاً أن التركيز في هذا المجال قد أثمر عن تحقيق معدلات متقدمة في مجال السعودة بنسبة (95%) لقائدي الطائرات ومساعدي الطيارين و(100%) للمضيفين الجويين والقطاعات المالية والإدارية. وفي ختام كلمته، أوضح معاليه أن استكمال مشروعات تطوير المطارات الدولية والداخلية بالمملكة وبخاصة مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد سوف يساهم في إحداث نقلة كبيرة في مستوى الخدمات للمسافرين والركاب العابرين بما يخدم حركة النقل الجوي في المنطقة والعالم. وكان مدير عام إقليم الشرق الأوسط والخليج عبدالكريم الربيعان قد ألقى كلمة تضمنت استعراضًا لتطور خدمات الخطوط السعودية في دبي معبرًا عن فائق الشكر والتقدير لسمو الأمير فهد بن عبدالله على رعايته لهذه المناسبة والتي تُعد حافزاً لجميع العاملين على تقديم أفضل الخدمات للمسافرين الكرام مشيرًا إلى ما تحققه المحطة من إنجازات في حجم الحركة انطلاقًا من مكانة دبي المتميزة وموقعها على شبكة الخطوط السعودية الدولية باعتبارها الجهة المفضلة للسياحة والأعمال. إثر ذلك قام سمو الأمير فهد بن عبدالله بتدشين مكتب «السعودية» الجديد في دبي وذلك لمواكبة ما تشهده الخطوط السعودية وخدماتها من تطويرٍ شامل حيث يحتوي هذا المشروع على مكتب مدير عام إقليم الشرق الأوسط والخليج والمكاتب الإدارية وقاعات التدريب وخدمات الحجز والمبيعات المجهزة على أحدث مستوى. وعلى هامش الحفل، تم عرض فيلم يصور مسيرة الخطوط السعودية على مدى ما يقارب (70) عامًا، إضافة إلى معرضٍ يوضح تطور «السعودية» وما تقدمه من خدمات متنوعة للمسافرين على رحلاتها الداخلية والدولية.