* كنت في زيارة قصيرة لشركة المياه الوطنية، وهناك كان اللقاء مختلفًا، وكانت متابعتي عن قرب لكل شيء منها: كيفية الأداء، وكيف يتم لقاء الناس الذين لديهم مشكلات كثيرة، منها الماء، ومنها مشكلات الصرف الصحي، ومنها الموظفون، وكان لكل واحد منهم حكاية، وكان سبب ذهابي هو مقال الزميل الجميل الدكتور أحمد العرفج الذي عنونه: «تقول الأنباء حرمان (الفايدي) من الماء»، والذي قال فيه: «إن شركة المياه تتعمد قطع الماء عن أستاذنا الكبير محمد الفايدي، وأنه كلما كَتَبَ عن مشكلات القراء مع المياه، قامت شركة المياه بقطع الماء عنه...!!!». * وهناك كانت المفاجأة؛ حين وجدتهم كلهم يعملون من أجل الناس، وكلهم يتعاملون معهم بطيب نفس وإحساس رائع، وهناك كانت دعوات النساء في الممرات والتي كنت أسمعها تقول لهم: بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم، وقتها كنت أتمنى أن يكون معي زميلاي (الفايدي والعرفج)؛ لكي يسمعا ويشاهدا كيف تسير الأمور، وقد لا حظتُ بأم عيني الكثير من المراجعين هناك -نساء ورجال-، هذا يسأل عن مشكلة تخصّه، وآخرون يسألونهم عن متى تنتهي شركتهم من تغطية جدة كلها بشبكة الصرف الصحي؟، وبكل أمانة كان تعاملهم في قمّة الذوق والأناقة، كما كانت الإجابة الأخيرة هي أنهم بنهاية عام (1435ه) سوف يكونون قد غطّوا مشروعات الصرف الصحي بنسبة (85%) من أحياء جدة، ليظل السؤال اليوم مني لسعادة أخي الكبير الأستاذ محمد الفايدي هو: هل ذهب لمدير الشركة سعادة المهندس عبدالله عساف؟، إن لم يكن قد زاره من قبل فأنصحه بزيارته على الفور، وأجزم أنه لن يخرج من مكتبه إلا وحقّه قد رجع له، وأنه لن يغادره إلا وكل شيء على ما يرام...!!! * (خاتمة الهمزة).. «من يحتمي من الموت بقلم!!»، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: (وجعلنا من الماء كل شيء حي).. صدق الله العظيم.. وهي خاتمي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected]