* بقدر حزني على ما حدث من ردود فعل غاضبة من قِبَل أولئك الذين ردّوا إحساننا بالإساءة والعنف، بأسلوب عجيب وغريب، متناسين طيبتنا، وإنسانية دولتنا، وتعاملها الحضاري معهم في كل مناحي الحياة، وهو بعكس ما كُنّا نتوقع، وهو أن يُقابل فعلنا بقليل من العرفان، وقليل من الشعور، وقليل من الأدب، وقليل من الذوق، لكن -وبكل أسف- كان العكس، وكانت المحاولات كلها ضد كل القيم، وهي تصرفات كلكم شاهدها، وأجزم أن كل فرد سأل نفسه ألف سؤال، ووصل لإجابة مقنعة هي: أن نهاية التساهل والطيبة هو أن يعتقد الآخر أنه ضعف ليرى العكس، والذي جاء في رد فعل فوري وعاجل من قِبَل رجال أمننا، ليرى الجميع ويعلم القاصي والداني أن أمننا خط أحمر، وأن الدولة قادرة على أن تحفظ أمنها وتحافظ عليه بكل ما تستطيع من قوة، وليعلم العابثون كلهم أن كلنا للوطن جنود، نرفض إطلاقًا أن تُمَس حبة الرمل بأذى، أو تلامس قدم عابث سنتيمترًا مربعًا من أرضنا هذه، وسيرى الجميع أننا باستطاعتنا أن نتحول كلنا في لحظة حاسمة إلى جنود يحملون أكفانهم في أيديهم، لا يهمهم الموت دون الوطن أبدًا، وهو ليس حكيًا ولا مزايدة، لكنها حقيقة يعرفها العالم كله؛ عن أننا للسلم حمام، وللحرب سهام..!! * أنا هنا أكتب وكلي ممنون للحظة التي أيقظتنا كلنا، وكشفت الأقنعة عن كل الوجوه الكالحة التي لا يمكن أن تخجل أبدًا، أو تُقدِّر قيمة الإحسان، وحجم المعروف، والذي كان يُفترض أن يجد مكانًا ورعاية وعناية، لكن القضية هو أن هناك أناسًا لا يخجلون أبدًا من تصرفاتهم أيًّا كانت، وبإمكانهم في لحظة تغيير المواقف وبسهولة، وهذا ما لمسناه من خلال ما ظهر على السطح من تصرفات خشنة، سواءً كانت هنا أو في الخارج، وكلها وجدت مَن يرد عليها، ويتعامل معها بحكمة وإنسانية، وهو حق مشروع لتصرف جاء في وقته لتنفيذ نظام هو مألوف في كل دول العالم، ومن يقبل أن يستضيف فوق أرضه الخارجين عن القانون، والمخالفين لأنظمة الإقامة غير الشرعية، أعتقد أن الشكر للفكرة كلمة أقل بكثير من حجم الفرح الذي سوف يتحقق، تلك الفكرة التي ولدت، والتي حتمًا سوف تكبر وتكبر حتى تنتهي متاعبنا مع كل الخارجين على القانون، وليبقَ في وطننا كل من يستحق البقاء، وبنظام "ضيف مكرم على الرأس والعين"، وليغادر كل الذين جاؤوا إلى هنا وفي صدورهم أنانية مفرطة، وخروج سافر، وبقاء مستفز، وإقامة غير نظامية، وهي صور قاتمة وسوداء تُقدَّم لوطن يده بيضاء، وعلاقته بالآخرعلاقة أخوية إنسانية للأبد، والذي أتمناه أن تستمر الجهود وتتضافر معًا للخلاص من قنابل بشرية موقوتة انفجرت بقدرة الله قبل فوات الأوان لترينا وتهدي إلينا أجمل التجارب، كي نستطيع في المستقبل تنظيم كل شيء؛ لكي لا يكون وطننا مأوى لأولئك الفاسدين والحاقدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل..!! * (خاتمة الهمزة).. لا خطأ في أن تصحح علاقتك بكل ما يهم وطنك، بل الخطأ في أن تستمر في الخطأ وتحافظ عليه، وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected]