توافد المصريون منذ الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء وسط عمليات تأمين مشددة بقوات مشتركة من الجيش والشرطة، وفشلت عمليات إرهاب المواطنين بتقديم بلاغات «وهمية» بوجود عبوات ناسفة في عدة لجان بالقاهرة والمحافظات، جرى فحصها من قبل خبراء المفرقعات، وثبت أنها تحتوي على مجرد حجارة لإثارة البلبلة بين المواطنين، وجاءت المشاركة كثيفة، رغم عمليات الإرهاب التي حاولت جماعة الإخوان «الإرهابية» إثارتها على مدار الأيام الماضية ودعوتها للمواطنين بمقاطعة عملية الاستفتاء. ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت في الاستفتاء 52 مليونًا و742 ألفًا و139 ناخبًا، موزعين على 30 ألفًا و317 لجنة فرعية، و13 ألفًا و867 مقرًا انتخابيًا، ويشرف على الاستفتاء 13 ألفًا و867 قاضيًا، ويشارك في عمليات التأمين 200 ألف من قوات الشرطة والجيش، و13 طائرة تابعة للشرطة الطائرة وأكثر من 50 طائرة هيلوكبتر. وشارك كبار المسؤولين بالدولة في عملية الاستفتاء، حيث أدلى المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت بصوته في مدرسة مصر الجديدة النموذجية الإعدادية الثانوية للبنات، الذي رفض اسبقية الإدلاء بصوته، وأصر على الوقوف في «الصف» إلى أن يأتي دوره، كما أدلى الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء بصوته بلجنة مدرسة السلحدار بألماظة في مصر الجديدة، وحرص رئيس الوزراء على الوقوف في طابور الناخبين أمام اللجنة رغم إلحاح البعض عليه بتقدم الصفوف، بينما تفقد نائب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السيسي عددًا من لجان الاستفتاء على الدستور في حي مصر الجديدة، للوقوف على عملية التأمين التي وضعتها القوات المسلحة، وسط حراسة أمنية مشددة وحفاوة شديدة من المواطنين الذين رددوا هتافات مؤيدة له وللقوات المسلحة، ولم يدل «السيسي» بصوته لأنه لا يحق لرجال القوات المسلحة والشرطة التصويت في العمليات الانتخابية طوال فترة الخدمة، ولا يحق لهم التصويت بعد الإحالة إلى التقاعد. بينما تفقد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية عددًا من مقار الاستفتاء على الدستور في القاهرةوالجيزة لمتابعة سير عملية التصويت، داعيًا قوات تأمين اللجان على ضرورة التعامل بكل حسم مع أي تجاوز أو محاولة لإحداث شغب خلال عملية تصويت المواطنين، مؤكدًا أن التعامل يجب أن يكون فوريًا دون انتظار لأي أوامر، فيما رصدت غرفة عمليات وزارة الداخلية إقبالًا ملحوظًا من قبل المواطنين للمشاركة على عملية الاستفتاء دون وقوع أي أحداث تشكل عائقًا على سير مجمل العملية الانتخابية بكل دوائر الجمهورية. وانحصرت مشاكل الاستفتاء في يومه الأول في محاولة جماعة الإخوان «الإرهابية» تعطيل عملية الاستفتاء بتوزيع منشورات تدعو للمقاطعة وبعض المحاولات لمنع المواطنين من الوصول الى لجان الاستفتاء، كما حدث في كرداسة وناهيا بمحافظة الجيزة احد معاقل الجماعة «الإرهابية» وتكررت في مدينة نصر «شرق القاهرة» حيث تم القبض على 9 من جماعة الإخوان خلال تجمعاتهم ومحاولة قطع الطرق لعدم وصول المواطنين إلى اللجان، وشهدت اللجان في تلك المنطقة ازدحامًا شديدًا منذ الساعات الأولى، كما تم القبض علي 3 آخرين في حلوان أثناء قيامهم بالتجمع وإطلاق الألعاب النارية لإرهاب المواطنين، وفي محافظة بني سويف «50 كم جنوبالقاهرة» فيما أسفرت الاشتباكات بين الإخوان وقوات الأمن عن مقتل ثمانية اشخاص و21 مصابا في عدة محافظات مختلفة وفقا لما اعلنته وزارة الصحة مساء أمس في أعمال عنف اندلعت في محافظات الإسكندرية وبني سويف والمنوفية وقنا والمنيا والدقهلية والغربية والبحيرة وكفرالشيخ والجيزةوسوهاجوالقاهرة. وأكدت وزارة الصحة، في بيان صادر عنها، أن خمس حالات وفاة من إجمالي الوفيات كانت جنائية في محافظتَي سوهاج وبني سويف، في حين أن ثلاثًا منها كانت طبيعية وتركزت الوفيات بمحافظات سوهاج بواقع أربع حالات وفاة، وبني سويف حالة واحدة، وحالتين بالقاهرة، وحالة بالجيزة, فيما تراوحت حالات الإصابة بين الإغماء واختناق وغيبوبة سكر وحالة كسر بالقدم اليمنى واشتباه كسر بأصابع اليد والتهاب بالعصب الخامس وارتفاع بدرجة الحرارة وحالتي إصابات بفروة الرأس واشتباه ما بعد الارتجاج، بالإضافة إلى خمس إصابات جنائية.. ونجحت قوات الأمن في التصدي لمظاهرات اخوانية لمنع المواطنين من الوصول إلى اللجان بمحافظات الإسكندرية والمنيا وأسيوط، فيما صارت العملية الانتخابية بهدوء في باقي محافظات الجمهورية، التي سجلت حضورًا لافتًا للنساء وكبار السن خلال الفترة الصباحية قبل انتهاء دوام الموظفين للمشاركة في الاستفتاء، حيث أعطت المصالح الحكومية ساعة للانصراف المبكر للمشاركة، ووفرت المحافظات وسائل نقل مجانية في القرى والنجوع لتحفيز المشاركة، وألهبت أغنية «تسلم الأيادي» حماس المواطنين في المناطق الشعبية، التي شهدت تواجدًا مكثفًا لسائقي «التوك توك» والدراجات البخارية الذين تولوا نقل المواطنين بالمجان، ورفع المشاركون أثناء انتظارهم في الطوابير أعلام مصر وعلامة النصر مصطحبين أبناءهم، بالإضافة إلى رفع صور الفريق السيسي مرددين هتافات مؤيدة للجيش والشرطة وهتافات أخرى مناهضة لجماعة الإخوان وهتافات «لا للإرهاب»، فيما تطلق السيدات الزغاريد داخل اللجان خلال عملية الإدلاء بأصواتهن. وفي محافظة سيناء تم التنبيه علي السكان القاطنين بجوار مقرات الاستفتاء عبر مكبرات الصوت بالمساجد بعدم التواجد ليلًا على أسطح المنازل والعمارات، وتم قطع الشبكات الأرضية والمحمول وخدمات الإنترنت من الساعة ال5 صباحًا حتى الساعة التاسعة لإجراءات أمنية. وقالت غرفة عمليات مركز ابن خلدون ان نسبة المشاركة كانت جيدة في الفترة الصباحية وترجح أن تزيد بعودة الموظفين من أعمالهم بنهاية اليوم، مؤكدة في بيانها الأول عدم حدوث معوقات أو تجاوزات تشوب عملية الاستفتاء حتى تاريخ صدور تقريرها الأول، فيما أدان تقرير غرفة نادي القضاة العنف الذي تمارسه الجماعة الإرهابية لمنع الموطنين، مشيرة إلى تلقيها تقارير عن اعتداءات الإخوان. وفي سياق متصل تمكنت قوات تأمين مدن قناة السويس والمجرى الملاحي من ضبط موظفتين منتقبتين داخل لجنة بمحافظة بورسعيد «إحدى محافظات الدلتا» أثناء حثهما الناخبات على التصويت بقلم احمر مغاير لإبطال الصوت، تم إيقاف اللجنة لعدة لحظات، والتحفظ على الموظفتين واستبدالهما بقرار من اللجنة العليا للانتخاب، وحرر محضر بالواقعة وتم مناقشة المتهمتين بمعرفة فرع جهاز الأمن الوطني ببورسعيد. المزيد من الصور :