بعد زيارة لعدّة أيّام للمدينة المنوّرة قضيتها في رحاب المسجد النبوي الشريف غادرتها عائدة إلى مدينتي التي تنام في أحضان الخليج ، ولأنّه لم يكن لديّ أي شيء أفعله في فترة ما قبل موعد الرحلة ، فقد قررتُ الذهاب إلى المطار مبكراً ، وقضاء وقت الانتظار في صالة الدرجة الأولى " فرسان" التي توجد في معظم مطاراتنا . وبعد وصولي المطار وإنهاء الإجراءات الضروريّة قمت بجولة في المطار للبحث عن الصالة المطلوبة ، والمطاربالمناسبة صغيرٌ جدّاً بشكل لا يليق بمدينة هامّة كطيبة الطيّبة ، ولصغر المطار كان بالإمكان رؤية جميع أطرافه بنظرة واحدة . المهمّ أنني لم أجد الصالة التي أبحث عنها ، بل وجدت بدلاً من ذلك عنوانًا لافتًا للنظر، هذا العنوان هو "ميزة " مكتوب بشكل جميل على يافطة بلون الشكولاتة ،وتحت الاسم عبارة "صالة الدرجة الأولى" ، فاتجهت إلى هناك ظنّا أنّها هي ما أبحث عنه، ولكن تحت مسمّى آخر ، غير أنّ المفاجأة كانت في أنّ "ميزة " هذه هي مكان يتم فيه تأجيرالمكان لفترة انتظار موعد الرحلة! .. وبعد السؤال والاستفسار اتضح أنّ "ميزة " هذه هي صالة مخصّصة للمسافرين الذين يريدون تدليل أنفسهم أثناء انتظار رحلاتهم في مطار المدينة المنوّرة ، ولكن دخول المكان لايشترط له أن تكون من ركّاب الدرجة الأولى أو السياحيّة كما هو معروف في العالم كلّه، وإنما ينبغي أن تدفع 100 ريال كرسوم عن الوقت الذي تقضيه بداخل هذه الصالة .. وسبب دفع الرسوم كما قيل لي أنها صالة خاصّة يملكها مستثمرٌ انتهز فرصة إلغاء صالة الدرجة الأولى في مطار المدينة المنوّرة - - منذ عام ونصف تقريبًا كما يقال - وافتتح صالته الخاصّة التي يسمح بدخولها مقابل رسوم يدفعها المسافر! . كيف حدث ذلك ..؟.. لا أحد يعرف . أمّا لماذا ألغيت صالة الدرجة الأولى من مطار المدينة فهذا سؤال لا أحد يعرف إجابته لنجرّب التساؤل :... لماذا ألغيتِ صالة الدرجة الأولى الموجودة في جميع مطارات العالم ؟ طبعاً لن يردّ علينا أحد ، أو يشرح لنا الأسباب ؛ فالكثير من الأمور عندنا تحدث بلا سبب ، والكثير تلغى وتزال بدون سبب ... أقصد دون أن يكلّف أحدٌ نفسه عناء الشرح والتفسير ، والناس عندنا اعتادوا أن لا يسألوا لأنهم يعرفون أن أحدًا لن يردّ على تساؤلاتهم . .. وبما أنّه لاتوجد إجابات على التساؤلات ، فلن تكون هناك حاجة ما لطرح أيّ أسئلة .. !!