«المحصنات» مصطلح قرآني ونبويّ يدل على العفة ونظافة السيرة الذاتية الجسمية للمرأة ومن يتعدى عليهن بقذف وهنّ غافلات يكون عمله كبيرة من الكبائر إن هي ثبتت على شخص يقام عليه الحدّ ويعاقب عليه القانون. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى المحصنات في سورة النساء على أنهن من المحرمات استكمالا للآية التي قبلها في قوله تعالى «حرمت عليكم أمهاتكم...»، على اعتبار أنهن -اي المحصنات- هن المتزوجات أو العفيفات كما جاء في تفسير ابن كثير، فاذا كان المقصود بالمحصنات العفيفات فان الله فتح المجال للرجال أن يتزوجوا العفيفات وأن يستمتعوا بهن دون قيد أو شرط ما عدا المهر كما قال تعالى «فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة» والاستمتاع بالنكاح يكون بوليّ أمر عند الجمهور كما قال تعالى «فانكحوهن بإذن أهلهن»، فإذا تحقق هذان الشرطان الأساسيان فما على الرجال ولا على النساء من سبيل أن يمنحا أنفسهما استمتاعا هرمونيا على سنة الله ورسوله فإذا رضيت هي ورضي هو فان ذلك خير من التعلق بالحرام والاخدان والعلاقات التي قد يكون نتاجها أطفال غير شرعيين حيث ان هذا النوع من المواليد أخذ يزداد، والميل العظيم الذي ذكره الله سبحانه وتعالى هو ميل الشهوات والإباحية وانتشار الفاحشة كما قال تعالى «ويريد الذين يتّبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما»، ومهما تباينت أسماء وأشكال الاستمتاع بالعفيفات من مسيار ومطيار ومغوار ومسفار ومشوار يظلّ زواجًا شرعيًا يقضي فيه من عقدا على بعضهما بالايجاب والقبول ليالي حياتهما وشيئا من نهارهما بممارسات هرمونية قد ينتج عن لقائهما أنفس وذرية يحملان هوية شرعية . إن كل عفيفة إنما تعفّ عن الحرام وليس عن شيء أحلّه الله وأباحه ولهذا المعنى كان دلالة التحصين، والحصانة أقرب لأن تكون لفظًا خاصًا بالمرأة أكثر، فهي محصنة وهنّ محصنات أي متزوّجات مشبعات هرمونيًا بالزوج ، فعندهن ما يكفيهن بالحلال، ويحققن ما تصبو اليه رغباتهن وشهواتهن أو هنّ العفيفات اللائي يتحصنّ بالعفة ان لم يكن هناك زواج كما قال تعالى «وأن يستعففن خير لهن»، ومن يعرف ما آلت اليه حال من يتّبعون الشهوات وما ينتج عن اللقاء المحرم من مواليد لا يحملون هوية أب او أم تقذف بهم أرحام الى عالم الدنيا وليس لهم من ذنب في ذلك، وهذا النوع من الاطفال يعانون في حياتهم في مجتمع يتفاخر فيه الناس بالاحساب ويطعنون في الأنساب وقد يكون من أتى الرذيلة والخطيئة هو من بعض أولئك الذين يفتخرون أو يطعنون في لحظة ضعف وشهوة، لذلك علينا ألا نضيّق على الناس بالزواج والاستمتاع بالعفيفات حلالا طيبًا عبر عقد شرعي بمهر وولي وشهود ثم نترك الاثنين وشأنهما في حبّهما وما يرسمه قلباهما دون ان يكون هناك تحديد لفترة الزواج حتى لا يكون زواج متعة، إنما متى يلتقيان وكيف يلتقيان كزوجين فمالنا ولهما، ساعة في كل يوم او يوما من كل اسبوع او اسبوعا في كل شهر او شهرا خلال كل عام فالله وليّهما وهو الذي جمع بينهما . Prof . Skarim @gmail .com