نفت مصادر داخل رباعي الوساطة، الذي يقود الحوار الوطني بتونس وجود أي اتفاق حتى أمس السبت بين الفرقاء السياسيين حول الشخصية الوطنية التي ستقود حكومة الكفاءات المقبلة. وكان الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي، أدلى بتصريحات أكد فيها التوصل إلى اتفاق حول رئيس الحكومة الجديد ينتظر الإعلان عنه مطلع الأسبوع المقبل. ولدى اتصال وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بمكتب الاتحاد العام التونسي للشغل، أبرز المنظمات الراعية للحوار الوطني، نفى مصدر مسؤول وجود أي اتفاق حول الشخصية الوطنية لرئاسة الحكومة الجديدة. وقال غسان القصيبي المكلف بالاعلام بالاتحاد «إن لا وجود لهذا الاتفاق حتى الآن». وقال عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، أحد أطراف رباعي الوساطة، «رباعي الحوار الوطني ليس لديه أي علم بحصول توافق حول رئيس الحكومة الجديد ولم تتصل بنا الأحزاب السياسية بخصوص هذا الشأن». وأضاف بن موسى «ربما هناك توافق في الكواليس لكن ليس هناك معطيات رسمية حتى اليوم». وتم تعليق الحوار الوطني في تونس منذ الرابع من الشهر الجاري لفشل الأحزاب السياسية في التوافق حول شخصية وطنية مستقلة تقود حكومة غير متحزبة كما تنص على ذلك خارطة الطريق لحل الأزمة السياسية في البلاد. ونفى أيضا الطيب البكوش أمين حزب نداء تونس، أكبر الأحزاب المعارضة، في تصريحات إذاعية له وجود اتفاق حول رئيس الحكومة الجديد. وقال البكوش «لم يقع بعد الاتفاق على مرشح الحكومة الجديدة، المشاورات مازالت مستمرة ولا شيء ثابت حتى الآن». ويقود اتحاد الشغل وباقي المنظمات الراعية للحوار الوطني مشاورات مكثفة مع مختلف الأطراف السياسية بهدف استئناف الحوار الوطني الأسبوع المقبل وفق أسس جديدة وملزمة. وتطالب المعارضة عموما قبل استئناف الحوار الوطني بتوافق مسبق على شخصية وطنية مستقلة لرئاسة حكومة الكفاءات وإبطال التعديلات التي شملت النظام الداخلي للمجلس التأسيسي. وأقرت كتلة حركة النهضة وحلفائها في المجلس التأسيسي تعديلات اعتبرتها المعارضة ضربا للتوافق داخل الحوار الوطني وانقلابا ضد بنود خارطة الطريق. وفشلت أمس مفاوضات بين رؤساء الكتل النيابية لسحب تلك التعديلات أو مراجعتها. واستبعد البكوش استئناف الحوار الوطني مطلع الأسبوع في حال لم يتم مراجعة منهجية عمل جلسات الحوار والتراجع عن التعديلات بالمجلس التأسيسي.