* نشرت هذه الجريدة في عددها رقم 18393، والصادر بتاريخ 1/09/2013ه خبرًا بعنوان إتلاف أكثر من 400 ألف بيضة غير صالحة للاستهلاك الآدمي بنجران، حيث قال الخبر أتلفت الرقابة الشاملة بأمانة نجران كميات كبيرة من البيض غير الصالح للاستهلاك الآدمي، نقلت من أماكن مجهولة تحت درجات حرارة عالية. وأوضح مدير الرقابة الشاملة بأمانة نجران عبدالعلي المكرمي انه تم ضبط أكثر من 400 ألف بيضة في ناقلات غير خاضعة للاشتراطات المعمول بها، بالإضافة إلى ضبط كميات أخرى في أحد المستودعات المخالفة، كان يعتزم مجموعة من العمالة المخالفة توزيعها على عدد كبير من المحلات التجارية في الأسواق المحلية... الخ الخبر. * والحقيقة أنني من هنا، ومن هذه الجريدة أقول للرقابة: شكرًا على ما قمتم به من عمل، هو يصب في صالح الوطن والمواطن، حيث أمننا الغذائي والذي تعرض لهجمات شرسة، ويعرضنا لمخاوف كثيرة من خلال ما نقرأه ونسمعه ونشاهده يحدث في كل أنحاء المملكة من مخالفات، هي في حد ذاتها تشكل خطرًا كبيرًا علينا، لاسيما وأن الأمر وصل إلى حدّ اللامعقول، وكلكم قرأ عن كثير ممّا حدث، منها: ذبح أغنام نافقة، وجمال وحمير ودجاج، يعني الحكاية كلها غش وخداع، ونحن المساكين نشتري ونلتهم أطعمة، ويا غافل لك الله، ليصل الأمر للبيض اليوم، وهي -والله- قضية أكبر من أن تبقى هكذا للاجتهادات الشخصية، بدلاً من أن تكون عملاً منظمًا تكلف به جهة أو عدة جهات رسمية، مهمتها فقط متابعة الغذاء. وأمننا الغدائي ليكون عملاً مسؤولاً، ومنظمًا يقع تحت جهة مسؤولة عنه مسؤولية مباشرة، ولا مشكلة في ذلك، بل المشكلة في أن يبقى هكذا معلقًا على رف الاجتهاد الشخصي، وهو خطأ فادح.!! * اليوم الحكاية وصلت للبيض وتوزيعه على المحلات التي بالتأكيد سوف تستقبله، وتبيعه على المستهلك الذي يهمه أن يشتري بسعر أرخص، وهو بالتأكيد ينقص عن السعر العادي بهدف توفير ريال، أو نصف ريال، وهو لا يدري أصلاً أنه اشترى بيضًا فاسدًا لا يصلح أبدًا للاستهلاك الآدمي، وبذلك هو يؤذي نفسه، وأسرته، وكل ذلك بهدف توفير ريال، بينما هو ضيّع أكثر ممّا وفّر، والذنب هنا يقع على عاتق حماية المستهلك التي تركته يمضي بمفرده، ونامت نوم العوافي، تاركةً الأمر للاجتهاد الشخصي، وغير المنظم، والدليل ما يحدث لنا من خلال ما نشتري من سلع، هي ليست صالحة أبدًا، ويشهد الله أنني بتُّ أخاف جدًّا أن أشتري من أي مطعم لاسيما مطاعم الكباب، والمبشور، والأوصال، والكبسات والتي تبيع ونحن نشتري فقط ونأكل، ولا ندري أصلاً ماذا اشترينا؟ والذي أعرفه أن بعض المطاعم الشهيرة هنا في مدينة جدة تبيع المشويات المضاف لها كميات كبيرة من الملح، بهدف غش وخداع المستهلك لكي لا يلاحظ أي عيب على اللحوم، وهي مصيبة سوف تظل تطاردنا للأبد، وتتركنا في يد عمالة لا ترحم! والسؤال هنا هو: متى تنتهي هذه الفوضى للأبد؟ (خاتمة الهمزة)... مرة ناقة نافقة، ومرة غنمة نافقة، ومرة غنمة مصابة بالطاعون، ومرة حمار.. أنا شخصيًّا ماني عارف كم حمارًا أكلتُ؟ وكم غنمة ميتة التهمتُ؟ ليصل الأمر اليوم للبيض! ويا ساتر استر.. وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected]