شهدت ندوة «الصورة التاريخية للحريم العثماني» والتي قدمتها الدكتورة أماني غازي (الأستاذ المساعد بقسم التاريخ في جامعة الملك عبدالعزيز) مساء أمس الأول في الصالون الثقافي النسائي بالنادي الأدبي بجدة، مداخلات ساخنة فيما بين المتخصصات في التاريخ العثماني وبين بعض عضوات الصالون، وذلك حول دور المرأة في العهد العثماني، حيث أشارت بعض العضوات إلى أنه لا يمثل دورًا قويًا وحاسمًا فلم تحضر المرأة كمشاركة في صنع القرار السياسي إلى جانب تغيّبها عن الحضور والمشاركة في الحياة العامة، في حين رفضت المتخصصات تلك الأطروحات مؤكدات أن المرأة حضرت كمعلمة وطبيبة وغيرها من المهن في العهد العثماني. واستعرضت الدكتورة أماني خلال اللقاء مجموعة من الصور التخيلية لأشكال الحريم وملامحهن وأزيائهن وبعض عاداتهن أثناء العهد العثماني بهدف ربط الحضور بالمشهد القديم في الحياة العثمانية لتنفي وبشكل قاطع وجود صور فوتوغرافية لهن. وقالت الدكتورة أماني غازي في حديثها ل «المدينة» أن المسلسلات التاريخية بشكل عام لا تسير وفق الخط التاريخي السليم فلا بد من وجود الحبكة الدرامية وإدخال شخصيات وهمية ليتم حبك الدراما وجذب المشاهد. واستشهدت بالمسلسل التاريخي «سقوط الخلافة» التي اكدت على تمثيله للواقع التاريخي لتلك الحقبة بدون تزييف أو إضافات بالإضافة إلى مسلسل «الملك فاروق»، لتتابع قائلة: هنالك العديد من المسلسلات الحديثة التي تقدم صورة تاريخية صريحة وواضحة ولكن لابد من وجود الأخطاء في النهاية وهي بذلك لا تعني فشلا بقدر ما نشير لكونه حبكة درامية لمسار الأحداث. ولتشير في حديثها إلى أن الأخطاء العادية ممكن تفاديها ولكن هناك أحداثا مؤثرة لا مجال للخطأ فيها وذلك مثلما قدم مسلسل «حريم السلطان» التركي الصورة السلبية للنساء في «الحرملك» من اختلاطهن بالرجال ورؤيتهن للوزراء والعمال والأغوات والقواد وذلك غير موجود في الأصل، وهذا دلالات تشوّه الصورة التاريخية ولا تضيف لها شيئًا، ولتختم قائلة: وكما شاهدنا مؤخرًا توقف القنوات الرسمية التركية عن عرض مسلسل «حريم السلطان» وذلك لكونه مليئًا بالأخطاء الفادحة وغير الصحيحة إلى جانب تصويره لشخصية السلطان بما يخالف واقعه مؤكدة أن المؤرخ يقوم بدور القاضي الذي يحكم في القضية ويكون هو الجاني والمجني عليه والذي يملك الأدلة والبراهين ومن المفترض أن يتحرى الدقة قبيل الكتابة. اللقاء أدارته اللقاء عضوة الصالون الثقافي النسائي مها عقيل والتي قدمت في نهاية اللقاء بمعية الأديبة نبيلة محجوب مسؤولة الصالون الثقافي درعًا تكريمية للدكتورة أماني بمناسبة حضورها ومشاركتها.