فشلت هدنة العيد كما كان متوقعاً لها والتي روّج لها لعدة أسابيع المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، حيث دعا قوات النظام والجيش الحر إلى وقف إطلاق النار وذلك بعد لقائه بشار الأسد وكذلك قيادات الجيش الحر، وفي اعتقادي أن من يريد الهدنة رغبة في حل سلمي فلن ينتظر حلولا مناسبة كعيد أو غيره بل سيبادر لها منذ أكثر من عام ونصف ولكنه مسلسل يتواصل، فبعد فشل الهدنة ستشكل لجان لبحث أسباب اختراق الهدنة وتمضي الأيام والأسابيع والشهور ونحن نراوح مكاننا، والدم السوري النقي الطاهر يسيل في كل مدينة من المدن السورية. لقد أصبحت الجهود الدولية الراغبة في كسب مزيد من الوقت لأطراف محددة في الصراع مفضوحة ومن الواضح أن جهود الإبراهيمي ستؤول للفشل كما آلت جهود مَن قبله كوفي عنان ولعل موافقة الأسد على الهدنة ومن خلفه معاونوه من الجيش وحزب الشيطان هي لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب قواتهم التي تعاني الأمرين ميدانياً وفي تقهقر مستمر، إذ إن معظم الأخبار التي تصل تؤكد فشل قوات النظام في السيطرة على أرض المعركة ميدانياً واعتماده فقط على الضربات الجوية التي ساهمت صواريخ ستينجر في الحد منها وذلك من خلال إسقاط العديد من الطائرات مؤخراً. المشكلة إننا نعي تماماً أن هناك فارقا كبيرا في الرؤية لما يحدث اليوم في سوريا فدولياً يتم التعامل معه من قبل الأممالمتحدة والجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية وكأنه لعبة سياسية تهدف إلى الوصول إلى حلول سلمية ترضي كافة الأطراف في المنطقة وتؤدي إلى حل سلمي يحفظ ماء وجه النظام الحالي، ومايحدث ميدانياً بعيد تماماً عن هذا الميدان السياسي إذ يتم التعامل مع الحدث بأنه معركة حربية بين نظام بائد وبين شعب مقهور حريسعى لنيل كرامته وقدم حتى الآن أكثر من 30 ألف شهيد ولايزال والتاريخ يؤكد وكما حدث في غيرها من الثورات ومهما طال الزمن فلن تقف هناك قوة أمام رغبات الشعوب حتى آخر قطرة دم ولن تنفع الحلول السياسية بعد كل هذه التضحيات. [email protected]