أُنشئت الوزارات والإدارات الخدمية في الدولة لغرض خدمة المواطن وتلمُّس احتياجاته. ورغم ذلك، فإن بعض الجهات لدينا لا تدرك معنى عبارة «تقديم خدمات للمواطن»، ولا توجد في قاموسها، ومن هذه الجهات «المديرية العامة للجوازات». العديد منّا يتعامل مع المديرية العامة للجوازات، ومن يتعامل معها يعيش معاناة لا تنتهي للحصول على خدمات من المفترض أن تكون بسيطة وسلسة، ولا تستغرق وقتًا. لقد قُدّر عليَّ التعامل مع المديرية لتجديد جواز سفر، وبلا مبالغة، وجدتها تفتقر للتنظيم والدراية بإدارة وخدمة الحشود الكبيرة المتكدسة في مبناها، رغم أنها من أكثر الإدارات التي تتعامل مع المواطنين والمقيمين، ومن المفترض أنها أصبحت خبيرة في التعامل مع الجمهور وفي إنهاء معاملاتهم في وقت يسير. إلاّ أن الواقع غير ذلك، فمنذ دخولك من باب المديرية تشعر بتلك المعاناة من وقت تقديم الطلب حتى انتهاء الخدمة، ناهيك عن الانتظار لفترة طويلة ومعاملة بعض الموظفين الفجّة، وافتقادهم للتدريب والاحترافية في التعامل مع الأعداد الكبيرة من المراجعين. وهذا ينطبق ويمتد أيضًا على تعامل بعض موظفي الجوازات في المطارات، فتجد أعدادهم غير كافية مقارنة بأعداد المسافرين القادمين على العديد من الرحلات. بالإضافة إلى أن العديد من الوافدين والزوار يشتكون من سوء معاملة بعض الموظفين لهم، وانتظارهم لفترة طويلة بدون مبرر. علمًا بأن موظف الجوازات هو أول موظف في الدولة يتعامل معه الوافد والزائر عند وصوله المملكة، ومن المفترض أنه كضيف، أن يُعامل بكل تقدير، لكون أن الموظف بسوء تعامله قد يُعطي انطباعًا سيئًا عن مجتمعنا. كما أن ما يراه الوافد والزائر من زحام في المطار أمام موظفي الجوازات لإنهاء إجراء شكلي، قد يعطيه انطباعًا بأن أجهزتنا الخدمية غير منظّمة. إن على المديرية العامة للجوازات إيجاد حلول للمشكلات المسببة للتزاحم لديها، وتدني كثير من خدماتها. ولا نغفل أن هناك بعض الخدمات التي توفرها المديرية على موقعها الإلكتروني، إلاّ أن هناك خدمات أخرى مهمة لا تُوفّرها، مثل إرسال جوازات السفر المُجدّدة بالبريد، أسوة بالعديد من الدول الأخرى، بدلاً من الانتظار داخل مبانيها المتهالكة لمدة لا تقل عن خمس ساعات لاستلام جواز سفر!. كما أن عليها تدريب موظفيها للتعامل مع الأعداد الكبيرة من المراجعين، والتأكد من أن من يتعامل منهم مع الجمهور لديه الخبرة والصفات التي تؤهله لذلك. نأمل أن تقوم المديرية العامة للجوازات بتحسين خدماتها بشكل يليق بسمعة المملكة، لأن تدني كثير من خدماتها أصبح القاصي قبل الداني يتحدث عنه. [email protected]