خيم الهدوء الحذر أرجاء العاصمة المصرية في الساعات الأولى من صباح أمس، الخميس، بعد يوم شهد أعمال عنف دامية.. فيما ارتفعت حصيلة الأحداث التي شهدتها مصر الأربعاء إلى 578 قتيلًا بينهم 535 مدنيًا، وفق ما أعلن خالد الخطيب، رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة في وزارة الصحة. بينما دعت جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، إلى مسيرة اليوم الجمعة في القاهرة.. وتثير هذه الدعوة المخاوف من اندلاع أعمال عنف جديدة في البلاد. إلى ذلك، تمركزت مدرعات من الجيش وسيارات للشرطة عند المنشآت الحيوية، وأقسام الشرطة والطرق والمحاور الرئيسية، بمحيط ميداني رابعة العدوية والنهضة أمام جامعة القاهرة مصر، وأمام مديرية أمن الجيزة والسفارات، كما شهدت المواصلات العامة وخطوط مترو الأنفاق انتظامًا وإقبالًا من المواطنين الذين بدأوا حركتهم اليومية، بعد دقائق من انقضاء فترة حظر التجول التي فرضتها السلطات فور شروعها في فض اعتصامين لأنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. فيما لوحظ في ميداني رابعة العدوية» والنهضة العدوية صباح أمس»الخميس سيولة مرورية في الشوارع المؤدية إليه، في الوقت الذي ظهرت فيه ملامح الفرح والسعادة على قاطني تلك المناطق، إلى الحد الذي دفع بعضهم إلى توزيع العصائر على المارين من الميدان، وقام رجال هيئة نظافة برفع مخلفات الاعتصام من الحجارة والزجاجات التي كانت تملأ المنطقة جراء الاشتباكات التي شهدتها. ومن المنتظر أن تقوم النيابة العامة خلال ساعات بالتحقيق في واقعة أحداث فض اعتصام رابعة العدوية بإجراء معاينة للمكان، بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين المكان بالكامل وتأمين فريق النيابة، كما سينتقل فريق آخر إلى المستشفيات المختلفة، لسماع أقوال شهود الواقعة والمصابين بالمستشفيات، كما ستقوم النيابة بمناظرة الجثث بالمشرحة، وذلك بعد حصرها وإعداد قوائم بها قبل أن تصدر قرارها بالتشريح لمعرفة سبب الوفاة قبل الدفن. فيما هاجم العشرات من جماعة الإخوان المسلمين مبنى محافظة الجيزة «الأثري»المطل على شارع الهرم بمحافظة الجيزة أمس»الخميس»وأشعلوا النيران بالمبنى بعد إلقائهم عدة زجاجات مولوتوف بداخله،عقب مسيرة قاموا بها،ثم فروا هاربين،كما قاموا بإطلاق عدة أعيرة نارية وأسفر الحريق عن إصابة العشرات من المواطنين والموظفين بعملية اختناق،وقاموا بمنع سيارتي إطفاء من الوصول إلى مبنى المحافظة لإخماد النيران، وإضرام النيران في أحدهما،وتسبب الحدث في حدوث حالة من الهلع والفزع بين سكان المنطقة. ووجهت وزارة الداخلية المصرية امس قواتها باستخدام الذخيرة الحية «في مواجهة اية اعتداءات على المنشآت الحكومية والشرطية»، وجاء في بيان لها انه «فى ظل استهداف تنظيم الاخوان بعض المنشآت الحكومية والشرطية (...) فقد اصدرت الوزارة توجيهاتها لكافة القوات باستخدام الذخيرة الحية فى مواجهة اية اعتداءات على المنشآت او القوات». وعلى صعيد الأحداث في محافظة مطروح الساحلية ألقت أجهزة الأمن القبض على 46 من الإخوان ومؤيدي مرسي، على عدة مراحل خلال مشاركتهم في أعمال عنف وشغب، حيث عثر بحوزتهم على سلاح وذخيرة، ومشاركتهم في إحراق بعض مقار وأقسام الشرطة، وتم إحالتهم للنيابة للتحقيق . وقرر قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة المستشار حسن سمير تجديد حبس الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لمدة 30 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي تجري معه. دوليًا يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا حول مصر بناء على طلب من فرنسا وبريطانيا واستراليا، حسب ما افاد دبلوماسيون. الى ذلك أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إلغاء مناورات «النجم الساطع» العسكرية المشتركة مع مصر، وذلك احتجاجا على مقتل المئات من المصريين . وحذر أوباما من أن مصر دخلت «طريقا أكثر خطورة» ودعا أوباما الحكومة المصرية إلى إلغاء حالة الطوارئ والانخراط في الحوار لأنه هو الوحيد الذي يعيد العملية الديمقراطية إلى مسارها. وحذرت الولاياتالمتحدة رعاياها من التوجه الى مصر ودعت المواطنين الاميركيين المتواجدين بمصر الى المغادرة من جهته استدعى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السفير المصري في فرنسا الى قصر الاليزيه ليؤكد له «ضرورة بذل كل الجهود لتفادي حرب اهلية» في مصر. فيما اعلنت الجامعة العربية امس انها «تأخذ بالاعتبار» الاجراءات «السيادية» للحكومة المصرية والتي رأت انها تهدف الى «احتواء الانفلات الامني». أعربت جامعة الدول العربية عن بالغ حزنها وتأثرها لسقوط عدد من الضحايا والمصابين بين صفوف المدنيين وقوات الأمن المصرية خلال عملية فض اعتصام منطقتي رابعة العدوية ونهضة مصر، وما تلاه من مصادمات، وحرق لمنشآت الدولة، واعتداء على الكنائس، في عدد من محافظات مصر. من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع «سريعا» لبحث الوضع في مصر، منددا ب»نفاق» الغرب حيال «مجزرة خطيرة» وقعت الأربعاء في مصر. فيما، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الخميس أنها استدعت السفير المصري في لندن لتعرب له عن «قلقها الشديد» بعد أعمال العنف التي خلفت ما لا يقل عن 525 قتيلًا الأربعاء في مصر، داعية السلطات إلى التحرك «باكبر قدر من ضبط النفس». بينما، رفع البابا فرنسيس الصلاة الخميس من أجل ضحايا العنف في مصر وكذلك «من أجل السلام والحوار والمصالحة». المزيد من الصور :