هل دخَل ذلك حليب الأطفال المُلَوّث (سِمِيلاك غِين بلص 3) إلى أسواقِنا؟! هل شَرب منه أطفالنا؟! البيانات متضاربة؛ ففي بداية الأزمة أواخِر رمضان أعلنت هيئة الغذاء والدّواء خلو الأسواق السعودية من المُنْتَج المشتبه بِتَلَوّثِه، تأتي بعدها بثلاثة أيام وزارة التجارة لتُؤَكِّدَ ضَبْط كميات من ذاك الحليب في بعض الأسواق! ثمّ بعد ذلك تضطَرّ (هيئة الغذاء والدّواء) إلى إلزام الشركة المعنيّة بِسُرعَة سَحَب المنتج الملوث بالبكتيريا؛ وذلك احترازاً، وحفاظاً على صِحة الرّضّع المساكين!! وبِحَسَب صحيفة (سَبق الإلكترونية) فحتى يوم السبت الماضي قَد تَمّ سَحب أكثر من (420 ألف عبوة)!! وهنا موقف (الهَيْئَة) مع (قَضِيّة حَلِيب الأطفال المَلَوّث) يَطْرح عِدة اسْتِفْهَامَات : فأين مختبرات هيئة الغِذَاء من التَّحَقّق من سَلامة المُنْتَج قبل السّماح بدخوله؟! فهذا ربما شَكّك بسلامة منتجات غذائية أُخْرَى يستعملها المستهلكون الآن؟! ثمّ عندما جاء التّحذير من الخارج من تَلَوّث ذلك الحَلِيب كانت رَدّة الفِعْل الأولى من (الهيئة) نَفِي دخوله للأسواق السّعودية، وهذا مَا تَعَوّدْنَاه إزاء بعض المستوردات عندنا؛ فَنَحْنُ في نظرهم ملائِكة؛ المَعِيْبُ من المُنْتَجَات لا يُصَدّر لنا، ولا يأتي إلينا! وتلك الأعذار يكمن تَمْريرها في سِلَع معينة، ولكن في حليب الأطفال، فَكَلّا؛ فماذا ذَنبُ أطفالٍ رُضَّع أن يَموتوا أو يُصَابوا بأَمْرَاضٍ مُزْمِنَة؟! أيضاً هيئة الغِذاء والدّواء أعلنت بعد تَرَدّد سحب ذلك الحليب، ولكن (أسمته سَحْبَاً احترازياً)، فهل هذه اللغة تأكيد لسلامة موقفها الأوّل ؟! ويبقى.. تبدو هيئة غِذائنا مرتبكة في مواقفها وبياناتها، ولكن الحقيقة الواضحة أنّ (سِمِيْلَاك غِين بلص 3) قد شَرب منه بعض أطفالنا؛ فإذا كان ملوثاً بالمكيروبات كما ذكرت المصادر الخارجية؛ فحق أولئك الرّضَّع تعويض وعلاجٌ من الجهات المسئولة. ولأنّ الثقة في هيئة الغذاء قَد اهتزت، فنصيحة بعض المعلقين للآباء والأمهات؛ إذا تعَذَّرت الرضاعة الطبيعية، فحليب العَنْز أضْمَن! [email protected]