استعاد عدد من المسنين ذكرياتهم عن الأعياد عاقدين مقارنة بين أعياد الأمس واليوم لافتين إلى مفارقات غريبة حيث أشار أحدهم إلى أن زيارات الأعياد تستمر أحيانا أربعة أيام يشارك الجميع في توفير الطعام إضافة إلى ما تجود به نفس صاحب المنزل، ولا يتكلف في تحضيره، وقال العم محسن القحطاني إنهم كانوا يفطرون أحيانا خبر(دوح) وشاي أو سمن وإن الهدف من ذلك تعزيز الإلفة فيما بينهم. المفارقة أن المعايدة الآن لا تستغرق سوى استخدام التقنية بكافة اشكالها كرسائل الجوال والواتساب وال SMS. القزوعي والزامل اما العم محمد فكانت لذكرياته حيث يقول: قديمًا كان الناس قلة والكل يحاول ان يعبر عن فرحته بهذا اليوم بحرارة وشغف وهناك بعض العادات التي اختفت في مثل هذه المناسبات مثل الألعاب الفلكلورية الموروثة كالقزوعي والزامل.. واعداد الوجبات كل شخص على حسب قدرته للاجتماع عليها فرحاً بهذا اليوم واشار العم محمد إلى أنه كان قديما يتبادلون اللحوم التي كانوا يذبحونها في هذه المناسبة فالجميع كان يطعم الآخرين من لحم ذبيحته والتنافس على من تكون وليمته هي الاجود والاطيب لإرضاء ضيوفه وابناء منطقته التي دائما ما كنا جنبًا إلى جنب في الافراح وفي مثل هذه المناسبة ولكن اختلف الحال في هذه الايام. واضاف العم سالم الطلحي: إن في تلك الايام كنا نتتظر بعضنا بعضًا للسلام وتبادل التهاني عن قرب وكنا حريصين على هذا اليوم بالاجتماع في منزل كبير العائلة او القبيلة وكانت لنا طقوس خاصة احتفالاً بهذا اليوم مثل ان نخرج جميعا الى منطقة بعيدة وننقسم لقسمين، قسم يهتم بإعداد طعام العشاء وقسم تجده يتنافس على اصابة (النصع) اي ممارسة هواية الرمي الى ان يجهز طعام العشاء وكانت ممارسة مثل هذه الطقوس تبدأ من بعد صلاة العصر يوم العيد الى ان يجهز طعام العشاء. طرقات خالية يضيف العم حسن: العيد في الحاضر يختلف عما كان عليه في الماضي، الناس الآن وفي غالبيتهم يتعايدون ويتبادلون التهاني عبر رسالة جوال او مكالمة ولو خرجت إلى الشارع بعد صلاة العيد لوجدت الطرقات خالية تماماً من الناس، وهذا عكس عما كان عليه سابقا فكانت الافراح بهذا اليوم مستمرة وتجد الصغار يلعبون في الجرين (أرض خالية) ألعابهم المختلفة مثل العنبر والمقطار والكبار يتبادلون التهاني عن قرب وتجد هذا وذاك يجول بين منزل جيرانه وابناء منطقته لتهنئتم بالعيد، عوضاً عن انشغال نسائنا بتجهيز القهوة والتمر والشاي والبخور استقبالاً للمعيدين والزوار من أبناء المنطقة أو حتى خارجها، ولكن الآن تجد أغلب الناس بعد صلاة العيد نياماً. ويلتقط الحديث العم مشبب الغرابي قائلا: الزمن اختلف عما كان عليه سابقا فقد كنا قديما نوزع الخبز والسمن على منازل المنطقة بأسرها فرحاً بالعيد وايضاً اللحم وكان الاطفال يجوبون البيوت بحثاً عن العيديه فرحين فيما كان الكبار يجتمعون وباتفاق مسبق في خيمة واحدة يتشارك في تكاليفها الجميع من مؤن وغذاء، إضافة إلى البعض كانوا ينظمون الاشعار احتفاء بالعيد وكل ذلك قد اختفى الآن مع جيل جديد عاصر التطور. الشح والفرح وعلق علي بن محيا على الماضي بقوله : قديما كانت الامكانيات قليلة والموارد محدودة ولكن مع ذلك كله الا انك تجد الفرحة العارمة تعم الجميع وترانا قريبين من بعضنا حرصاً على مشاركة الجميع بهذا اليوم السعيد، الآن ومع التطور الحديث والتغييرات التي طرأت تكاد لا ترى مثل هذه الايام الجميلة الا قليلاً مع توفر وسائل الاتصال الحديثة بكل اشكالها التي اصبحت تقرب البعيد وتوفر الجهد في قطع المسافات الطويلة، هناك أيصا تفرق ابناء المنطقة الواحدة وتوزعهم على مناطق اخرى التزاماً بأعمالهم، ولكن تبقى هذه الذكريات فقد كانت اجمل ايام قضيتها ووقتها كان عمري ما يقارب 18 عامًا. المزيد من الصور :