أعلنت السلطات اليمنية عن خطة تتضمن تشديد الإجراء الأمنية على السفارات والمنشآت والمواقع الهامة والاستراتجية في البلاد، تحسبًا لهجمات إرهابية ينفذها تنظيم القاعدة، وذلك بعد أن أغلق عدد من الدول الغربية سفاراتها في اليمن، فيما مددت وزارة الخارجية الأمريكية فترة إغلاق 14 سفارة وقنصلية أمريكية حتى العاشر من أغسطس آب الجاري بدافع الحذر وليس بسبب تهديدات جديدة من بينها سفارتها وقنصليتها في اليمن. غير أن هذه الإجراءات من بعض الحكومات الغربية التي أغلقت سفارتها في اليمن، أثارت استياء حكومة الوفاق اليمني، واصفة الإغلاق المتزامن لسفارات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في العاصمة صنعاء بأنه «إجراء مبالغ فيه»، وأكد مصدر حكومي يمني ل»المدينة»، أن السلطات اليمنية «قدمت للسفارات والبعثات الدبلوماسية لدي اليمن تطمينات كافية لمنع وقوع هجمات إرهابية أو استهدافها من التنظيمات الإرهابية». وأضاف المصدر أن السلطات الأمنية اليمنية «من أجل إثبات مصداقيتها في توفير الحماية الأمنية الكافية بادرت على الفور باتخاذ كل التدابير الأمنية والاستخباراتية وفرضت إجراءات مشددة تكفل التصدي الحازم لأية محاولات من قبل التنظيم لشن مثل هذه الهجمات المحتملة، وفيما قلل المصدر من قدرة تنظيم القاعدة في تنفيذ هجمات إرهابية في صنعاء، قال: «هناك تدابير احترازية اتخذتها الأجهزة الأمنية في توفير الحماية المفروضة على مقار كل الممثليات الدبلوماسية في مختلف المدن اليمنية وعلى وجه الخصوص العاصمة صنعاء ومدينة عدن»، وتأتي هذه المخاوف الأمنية، وسط معلومات كشفت عنها أجهزة الاستخبارات اليمنية، عن تمكن العشرات من عناصر تنظيم القاعدة التسلل من المحافظات الشرقيةوالجنوبية- مأرب، شبوة، أبين حضرموت- إلى العاصمة صنعاء، مؤكدة أن سكان محليين شاهدوا قاعديين وهم يترددون على مساجد في أحياء ومناطق بالعاصمة صنعاء معروفة في احتضانها لعناصر التنظيم كمنطقة مسيك والسنينة وحزيز وسعوان.. مرجحة أن يكون تسللها إلى صنعاء بهدف تنفيذ عمليات إرهابية ضد سفارات أجنبية ومنشآت حيوية من خلال استخدام السيارات المفخخة والدراجات النارية في تنفيذ اغتيالات بدراجات نارية، وفي السياق، اغتيل العقيد محمد المعمري، أحد قيادات جهاز الأمن السياسي (المخابرات) والذي يتقلد موقع مدير مكتب مدير المخابرات في محافظة البيضاء، جنوب شرق صنعاء، مساء الأحد، بعدما أطلق مجهولون النار عليه إثر خروجه من منزله.. وأكد مصدر أمني يمني ل»المدينة» أن الحادث يحمل بصمات القاعدة، وأن أكثر من 35% من عمليات الاغتيال لقيادات في المخابرات نفذها مسلحون من تنظيم القاعدة كانوا يستقلون دراجات نارية، فيما توزعت النسبة المتبقية بين سيارات مفخخة وعبوات ناسفة. ويأتي مقتل مسؤول المخابرات اليمني أمس الأول، إثر سلسلة غارات لطائرات أمريكية من دون طيار على مدى الأسبوع الماضي، أدت لمقتل 14 من عناصر التنظيم بينهم سعوديان، من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، عن خطة تتضمن تشديد الإجراء الأمنية على المنشآت والمواقع الهامة والاستراتجية في البلاد، وقالت الوزارة في بيان نشرته في موقعها على شبكة الإنترنت: إن الخطة تضمن حماية السفارات والموانئ والمطارات، وأنابيب النفط وخطوط نقل الطاقة الكهربائية، ووجهت الداخلية- طبقًا لبيانها-إدارات الأمن بالعاصمة وكافة المدن بإعداد خطة أمنية لتأمين وحماية المرافق والمنشآت الحيوية خلال إجازة عيد الفطر، وقالت: إن توجيهاتها أكدت على تشديد إجراءات التفتيش في نقاط الحزام الأمني ومداخل المدن ومنع دخول السلاح نهائيًا، واتخاذ الترتيبات الأمنية اللازمة لتأمين الطرقات والخطوط الطويلة وحماية المسافرين. وأضافت «شددنا على تكثيف الحملات التوعوية لسائقي المركبات وسيارات الأجرة المتوسطة والصغيرة في الخطوط الطويلة، وإنزال نقاط تفتيش مفاجئة للتأكد من مدى سلامة تلك السيارات والمركبات، إلى جانب تقديم الخدمات الإنسانية والإسعافية في حال وقوع حوادث مرورية، وتكليف دوريات متحركة في الخطوط الطويلة، وتجهيز فرق طوارئ من الغواصين للقيام بعمليات الإنقاذ». وتضمنت التوجيهات - حسب الداخلية- تشديد إجراءات التحري ورصد ومتابعة تحركات العناصر المطلوبة أمنيًا وضبطها، وتكثيف عناصر التحري والحراسات في الحارات والشوارع والأحياء بالتنسيق مع الحرس الليلي وعقال الحارات. وأشارت إلى أن توجيهاتها تضمنت أيضًا خطة لمنع حمل السلاح والتجول به وضبط المخالفين، وكذا ضبط السيارات والدراجات النارية المخالفة ومنع إطلاق النار والألعاب النارية.