حث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب المسلمين على ترقب ليلة القدر في الليالي المتبقية من شهر رمضان، وقال في خطبة الجمعة بالحرم المكي أمس: بقيت ليالٍ هي أرجى ما تكون لليلة القدر؛ فجدوا وشمروا فإنه عمل يسير بليل قصير وعقباه ثواب جزيل وسعادة الأبد، لا تهبطنكم الرُُؤى والمنامات في تحديدها، فلو أراد الله إطلاع خلقه عليها لفعل ولكن عليكم بالعمل ولا تتواكلوا فكل ليالي العشر حرية بها، وأرجاها ليالي الوتر، وأرجاهن ليلة سبع وعشرين». وأوضح أن الله تعالى قد شرع لعباده في ختام شهر رمضان زكاة الفطر، وهي واجبة بالإجماع كما أنها وجه مشرق في محاسن هذا الدين العظيم حيث العيد للغني والفقير والواجد والمعدم وقال: «وعلى الجميع أن يحرصوا على أدائها لمستحقيها، ومقدارها صاع من تمر أو صاع من شعير أو طعام غالب من قوت أهل البلد كالبر أوالأرز، وتخرج في البلد الصائم ويجوز نقلها إلى بلد أهله أكثر حاجة، ووقتها من قبل العيد بيوم أو يومين إلى ما قبل صلاة العيد، ثم أداء صلاة العيد مع المسلمين، واصطحاب الأولاد والنساء، فهي شعيرة ظاهرة من شعائر المسلمين، ويسن التكبير ليلة العيد وصبيحة العيد حتى يدخل الخطيب، ويُجهر بالتكبير في الأسواق والطرقات. وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة أمس: إن المرء مأمور بعبادة الرحمن في كل وقت، فمن كان يعمل الصالحات في رمضان فليداوم عليها قال عليه الصلاة والسلام: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)، فقليل العمل الدائم خير من الكثير المنقطع، فبدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق، ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافًا كثيرة، مشيرًا إلى أن من كرم الله سبحانه أن الأعمال الصالحة في رمضان دائمة طوال العام فيشرع صيام ستة من شوال، ومن صامها كان كصيام الدهر، وتلاوة القرآن العظيم مأمور بها على الدوام وقيام الليل مشروع في كل ليلة يغرب شمس نهارها، والصدقة باب مفتوح والدعاء لا غنى للمرء عنه في حياته.