يعتقد أولئك الذين في قلوبهم مرض أنها فرصة للاستغلال، ذلك أن الطيبة تعني في مفهومهم الخاطئ الإنسان الذي يمكن استغلاله وامتصاص دمه .. هكذا كان التعامل مع الخليج وأهله ولذلك ليس من الغريب أن يخرج أحدهم بعبارة تكشف حقيقة تناقضاته حينما يصف الخليج بأنه الرجعية والتخلف والكنبة ! . وهو الذي بدأ حياته من الخليج ووصل الى ما وصل إليه ليلغي الوفاء ويمارس دور "المثرثر الكاذب" لماذا كانت زيارات البعض للخليج متتالية حتى أصبحت عادة أسبوعية ؟ لماذا كانت تلك الزيارات مادام الخليج أرضاً للملح والظمأ والقحط وينسى أولئك أن الأرض الظامئة هي التي أنقذت الكثير من العطش ، وأن الملح تحول إلى نفط. أرض الخليج فتحت أبوابها أمام الأشقاء العرب ليعملوا ويكسبوا .. الخليج واحة سلام وأمن ولم يشعر واحد منهم بالظمأ والملح والقحط وإنما البعض كانوا يعيشون الغربة في وطنهم ، هذا ما يؤكده مواطن عربي يعمل في المملكة العربية السعودية منذ عقود ذهب للاطمئنان على أهله كلما ذهب وعاد يتحدث بمرارة عن أوضاع وطنه وشعوره بالغربة فيه.. لم يصدق – كما يقول– ما يسمعه ويقرأه عبر أجهزة الإعلام وكأن في الأمر خطة مدبرة وأمام الضغط والتفزيع عاش في دوامة كيف تكون الغربة في الوطن ؟ حينما يشعر المواطن العربي في وطنه أنه مهان وأن نظامه يخدعه ويكذب عليه .. كان ذلك المواطن يعتقد أن الخليج احترق بمن فيه وأنهم يعانون الجوع والعطش وهذا ما جعله يفكر كثيراً في قرار العودة . ماذا حدث ؟ قرر المواطن العربي العودة إلى العمل واضعاً أمامه حالة الجوع والعطش ولابد من الاستعداد لمواجهة الحالة الطارئة .. حمل في سيارته المؤن التي تكفيه وزوجته وأطفاله لأيام قليلة وبصعوبة حصل عليها هناك في طريق العودة شغله التفكير بمصيره ومستقبله وبعد أن تجاوز حدود تلك الدولة التي لقي منها الإهانة والإذلال بعكس الحدود السعودية التي وجد فيها الترحيب والتقدير التي ما أن انتهى منها ودخل الأراضي السعودية حتى رأى كذب ما كان تتحدث عنه تلك الاصوات ووجد ما كشف حقيقة الزيف الذي يمارسه ذلك الإعلام على شعبه من خداع وكذب . يقظة : كل رمضان أنتم ومن تحبون بصحة وأمن وأمان عدد ما كان ويكون والحركات والسكون .