الخليج المعطاء يحمل على أرضه أناسا يتمتعون بالإخلاص والوفاء والطيبة تلك الطيبة التي اعتقد أولئك الذين في قلوبهم مرض أنها فرصة للاستغلال، ذلك أن الطيبة تعني في مفهومهم الخاطئ ذلك الإنسان الذي يمكن استغلاله وامتصاص دمه.. هكذا كان التعامل مع الخليج وأهله ولذلك ليس من الغريب أن يخرج البعض بعبارة تكشف حقيقة تناقضاته حينما يصف الخليج بأوصاف تؤكد حقيقة نفسيته المهزوزة. أرض الخليج فتحت أبوابها أمام الأشقاء ليعملوا ويكسبوا ويزيدوا الدخل القومي لبلدانهم ، لكن سياسة بعضهم باتت مكشوفة ، الخليج واحة سلام وأمن للكل ولم يشعر واحد منهم بالظمأ والقحط وإنما كانوا يعيشون الغربة في وطنهم ، هذا ما يؤكده مواطن عربي يعمل في الخليج منذ سنوات ذهب في إجازة وكان كلما ذهب وعاد يتحدث بمرارة عن أوضاع وطنه وشعوره بالغربة فيه.. لم يصدق – كما يقول– ما يسمعه ويقرأه عبر بعض أجهزة الإعلام وكأن في الأمر خطة مدبرة وأمام الضغط والتفزيع عاش في دوامة كيف تكون الغربة في الوطن ؟. حينما يشعر المواطن في وطنه أنه مهان وأن نظامه يخدعه ويكذب عليه.. كان ذلك المواطن يعتقد أن الخليج غير صالح للحياة وهذا ما جعله يفكر كثيراً في قرار العودة. كشف حقيقة الزيف الذي يمارسه ذلك الإعلام وهو يمثل امتدادا لما تمارسه بعض الانظمة .. يمارس عمله بحرية ويأخذ أطفاله إلى المدرسة بأمان ويتجه إلى أقرب مركز صحي ليعالجهم ولا يجد في الشارع أو العمل أي مضايقة يعكس ما يحدث له في بعض الدول المهان في وطنه فكيف بالمواطن العربي الذي يطارد ويضرب ويهان سواء في المسكن أو غير ذلك.