لا أكادُ أشكُّ مطلقًا في قدرة الفرق ال14 في دوري جميل أن تقدم نفسها بشكل مميّز، ولا سيما أن الموسم الماضي الذي شهد النسخة الأخيرة من دوري زين لم يظهر الأربعة الكبار بمستواهم المعروف، فاكتفى الاتحاد ببطولة، وكذا الهلال، فيما تنازل الأهلي عن لقبه، ولم يكن الشباب حاضرًا سوى في النهائي، ولكنه ودّع الموسم أبيض، دون أن يحقق أي شيء، واللافت أن الحراك الحالي في الاستعدادات أمر يدعو للعجب، ربما من الرباعي على أقل تقدير، فالأهلي يحاول أن يستعيد فيكتور، ويخشى أن يضعه بالمينو في مطب، قد يفعله أيضًا سيزار، وهنا تكون الكارثة، فيما الاتحاد لايزال يترنح في اختياراته، وكالعادة، ودون جديد تكرار واجترار، وفي النهاية قد لا تشاهد الجماهير سوى محمد فوزي، ومن ثم يكون المدرب هو الشمّاعة التي يتعلّق عليها كل شيء، وبتكرار لما مر في السنوات الماضية، ويظل ربما الهلال النموذج المتميّز، رغم أني أتلمّس تخبطًا وعشوائية في الخيارات، كالتي فعلها باستقدام الهرماش والعربي، وإيمانا، وما سبق هذا الثلاثي من سمعة قاربت عنان السماء، فأُصيب الهرماش في الاستعداد، والعربي لم يوفق، وإيمانا أثبت أنه غير ملائم لبيئة الهلال، ولا لطريقة أدائه، عطفًا على بنيته الضخمة، دون اتّساق مع تكوين لاعبي الهلال المعتمدين على المهارة والخفة، والبُعد عن الالتحامات، فكان ما كان. وأتعجَّبُ من حال الشباب الذي قرر نفض غبار الموسم المنصرم، بإزاحة ثلاثة من محترفيه منغازو، وكوماتشو، وتيجالي، بل ألحقهم بالمهاجم الدولي ناصر الشمراني، والأخبار الواردة من كل مكان أنه بات قاب قوسين أو أدنى من الهلال، ودون إقلال من الفتح بطل النسخة الأخيرة من زين، يبدو أنه أمام تحديات كبيرة، وربما يتوه في خضم استعدادات الفرق الكبيرة، ودون أن يكون لديه القدرة على التعاطي مع كل المستجدات المحيطة به، أمّا عن الفرق المتبقية، والتي في الغالب لا تطمح في غير الاستقرار والبقاء في منطقة الدفء، فقد تكون مزعجة لرباعي الكبار، وقد يكون بوكير قادرًا على صياغة اتفاق جديد، ولكنه حتمًا سيصطدم بحال الاتفاق، وتسربات نجومه، ليبدأ من الصفر.