إجراءات وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة العمل في ضبط العمالة الداخلية جديرة بالاحترام والدعم لأنها إلى جانب خطواتها التصحيحية للعمالة السائبة التي استشرت في اللعب على الناس واستغلالهم ومتاجرة أطراف عدة في التعامل بها..، فهي صمام أمان أمني بأمر الله..، فليس من المعقول أن تترك فئات تجول في البلد وتكسب دون علم بها وتسجيل لبياناتها أو إحصاء لأعدادها أو تحديد لمواقعها..! وهي إجراءات كان لا بد أن تتم منذ زمن ولكن مالا يدرك كله لا يترك جلّه ..وفي خضّم قرارات الرقابة والتفتيش على العمالة وضبطها ومن ثم تفّهم وإدراك ولاة الأمر لأبعاد المضي بسرعة في التطبيق للقرارات وبالتالي منح المهلات التي من شأنها أن تعالج الأمر بروية لا تضّر الناس ولا العمالة وتحقق أهداف الحملة التصحيحية وفي ضوء ما يجري ثمة ملاحظات جديرة بالتأمل: 1) إن المواطنين يعانون منذ زمن من مشكلة العمالة المنزلية الهاربة التي كانت تجد المساندة من بعض قنصلياتها، ومن الناس أنفسهم الذين يقبلون تشغيلها حتى ارتفعت قيمة رواتبها ارتفاعاً مبالغاً فيه وهي تجول في البلد ضاربة بكل الاعتبارات عرض الحائط فلم يكن من الممكن وقفها وترحيلها ومحاسبتها بل كان بعضها يعود ويرجع من جديد ويدفع الكفلاء من المواطنين ثمن مصاريف الاستقدام المتكررة، وكثيرون قد فرحوا اليوم بقرار منح الفرص للعمالة للعمل بوضع نظامي لدى كفلاء يتفقون معهم وهو قرار عادل وحكيم يريح الناس من تعب الاستقدام المتكرر والمصاريف المهدورة والإجراءات التي تضيع وقتهم ووقت الجوازات في الإبلاغ عند الهروب..وهي حلول تضمن ضبط قاعدة بيانات تلك العمالة غير أن الكثير من الأهالي اصطدموا بعوائق بعد أن صرفوا الجهد والمال الذي استغله العاملون في التعقيب وفوجئوا أن مطلب الجوازات هو إحضار الجواز القديم أو ( برنت ) فكيف يستوي ذلك ونحن نعلم أن العاملة كانت تعمل في البلد بلا أوراق ثبوتية أليس من الأجدر أن نضبط بياناتها ونحصر مكانها ونسّهل منحها الإقامة طالما لا توجد عليها مخاطر؟ من المقترح إعادة النظر في ذلك والتسهيل على الناس في أمر منح الإقامات بالشروط المستوفية خاصة ونحن على مقربة من شهر رمضان الذي ترتفع فيه أجور رواتب العاملات المنزليات من جنسيات محددة معروفة 2) القضاء على العمالة السائبة الأخرى الأكثر خطراً مثل المتسولين في الشوارع وعند الإشارات وهؤلاء الذين يخشى ضررهم فهم يجوبون الشوارع بلا رقيب أو حسيب وقد كتبنا عن الأمر لغير مرة ومشكلتهم تتفاقم خاصة مع قدوم رمضان وفي المواسم وهم إلى جانب إساءتهم للبلد يشكّلون خطراً أمنياً مستقبلياً فهم يجوبون مع أطفالهم 3) إن التكاتف والتعاون من المواطنين أكثر أهمية اليوم وبلادنا محط عداء وتربص من الروافض ومن يشايعهم من أجناسهم وربما كان بعضهم يقيم بيننا ولا بد من الحيطة والحذر واليقظة والإبلاغ عن أي اشتباه لأن الأمن في هذه البلاد هو نعمة من الله كفلت لأبنائها ومن يعيشون على أرضها العيش بسلام وطمأنينة حرمت منه كثير من البلاد فليتنا ندرك ذلك وننبذ كل خلاف ونكرّس مبادئ أن الحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم للوطن.. 4) أن نراجع حساباتنا في التعامل مع العاملين في بلادنا من كل الجنسيات ونحسن معاملتهم وفقاً لما علمنا ديننا فإن لم نستطع أن نكسبهم كأصدقاء ومحبين فعلى الأقل لا نحوّلهم إلى أعداء يتربصون بنا وينتظرون الفرص للاشتراك ضدنا في جبهة الأعداء 5) لا بد أن نحتاط في أنواع وجنسيات العمالة بعد الأحداث الأخيرة في الشام وانكشاف مخططات من حولنا فلا نسرف في الطيبة وحسن النوايا مع فئات هي الأقرب للوقوف في جبهة من يعادينا ولابد أن نمنع مثل هؤلاء من الارتزاق في بلادنا وتعكير مياهها ثم الصيد فيها. [email protected]