س: تزوّج رجلٌ بزوجةٍ أخرى، وأعطى كلَّ الحقوق والواجبات كاملة!! فهل يُعتبر وفيّاً، وحافظًا للعِشرة؟! سؤالٌ طرحه عليَّ أحدُهم عبر أحد مواقع التواصل. قبلَ أن أجيبَ عن السؤال، وضعتُ نفسي مكانَ المرأة التي تزوّج عليها زوجُها، وسمحتُ لها أن تُجيبَ على السائل، الذي لم يعجبه ردِّي، إمَّا لأنه لم يكن على هواه، أو ربما أنه كان يتوقَّع منِّي أن أُجيبَ: إمَّا بنعم أو لا!!. سيّدي السائل: بما أني مؤمنة أشد الإيمان أن الله سبحانه وتعالى حلّل للرجلِ الزواجَ من أربعٍ، فأنا أعلمُ أن هناك شروطًا عدّة لهذا التحليل، بيّنها لنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وأوضح لنا الأسباب الحقيقية من وراء تعدّد زيجاته.. ولا مجال هنا لسردها. سيّدي: استنادًا إلى أمر «تحليل تعدّد الزوجات»، الذي أخذه البعض وسيلة يُبرِّر بها ويستند عليها.. هل يقف الأمر في ذهنك عند حدود أن المساواة بين الزوجتين في الحقوق والواجبات دليلُ وفاءٍ وحفاظٍ على العِشرة؟. أم غاب عن نرجسيتك -وعن قصد- هذه المرّة أنها مفروضة على الزوج شرعًا، ومن فوق خشمه.. لا هي فضل، ولا منّة منه. ليتك كنت تعي قبل أن تطرح السؤال.. أن قواها المستنزفة -خوفًا وحيرةً- وذاتها التي تُكْوَى كل يومٍ بحِمَمِ من الغضب والغيرة، والألم والحزن.. ليست مجرد حالة تكيّف، يعقبه تَقَبُّل!! وبما أن تساؤلك كان منصبًّا على الوفاء والعِشرة أو عدمهما في حال تزوّج الرجل من أخرى.. كيف تجاهل مضمونه -عن قصد- الأثر النفسي والضرر الذي يلحق بالزوجة الأولى، مهما كانت الأسباب التي من أجلها أقدم زوجها على الزواج من أخرى!، وبالرغم من تقبّلها الأمر على مضض، ما تفسيرك لبقائها مع زوجها، وتسيير دفة حياتها الزوجية إلى بر الأمان؟ وفي اعتقادك مَن منهما الوفي والمحافظ على العِشرة؟! لن نبلغ يا سيدي مرتبة الأنبياء، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، فهو لم يترك لنا شأنًا من شؤون حياتنا إلاّ وأوضحه، إمّا قولاً أو فعلاً، وبعقلانية شديدة، وبما أنك أعلم بالجواب والتبرير منِّي.. لِمَ طَرحتَ السؤالَ علينا؟ ولو كنت أُشكِّل خطرًا على الآخرين فعلَى من؟! وهل كان في ردِّي ما يحيد عن الشرع ويُخرجني عن الملّة؟ [email protected]