فاجأتني صغيرتي هديل بختمها كتاب الله حفظًا وتلاوةً، فقد زفت لي الخبر عند عودتي من السفر، فحضنتني وأجهشت بالبكاء، وهي تقول: «ختمت يا أمي ختمت».. فالحمد لله الذي أعانها على حفظ كتابه العزيز، وأسأل الله أن يكون لها شفيعًا يوم القيامة، وأن تكون ممن يقول لهم «اقرأ وارتق».. لقد تملكتني لحظات من السكينة وعيناي تسكب الدمع فرحًا لها وبها.. تمنيت في تلك اللحظة أن يتوفق الزمان وأبقي صغيرتي في أحظاني، وأنا أسترجع شريط ذكرياتها من يوم ولادتها وحتى ان أصبحت صبية تعانقني.. فمنذ طفولتها الأولى وأنا أدعو الله أن يسهل أمر التحاقها في مدارس تحفيظ القرآن الكريم، حيث كانت أمنيتي بأن يحفظ أبنائي وبناتي كتاب الله، وقد تعثر الأمر على اخوتها نتيجة للبعد المكاني ولعدم توفر مواصلات آن ذاك.. لكن الله أراد لها أن تكون من حفظة كتابه، فالحمد لله على منه وكرمه.. استقبل جميع اخوتها الخبر بالفرح والسرور واجزلوا لها العطايا والهدايا التشجيعية، فهي الأخت الصغرى دون منازع.. فالأمر بالنسبة لهم لم يكن احتفال تخرج من مرحلة دراسية إلى أخرى، بل فرحة عمت أرجاء البيت وسيطرت على الجميع، الذين لم يألوا جهدًا في تدليلها وتلبية رغباتها تعبيرًا منهم لمدى حبهم وتقديرهم لها بعد أن حققت انجازًا متميزًا.. اللهم احفظها واخوتها وذرياتنا من شياطين الجن والانس، واجعل القرآن طريقهم نحو الهدى والفلاح، واعصمهم من الوقوع في الذنوب والمعاصي.. وجميع المسلمين.. @emanalokil