ممّا أغبط عليه أشقاءنا اللبنانيين رقصهم المتواصل على مدى أربعة عقود، فكلما زادت همومهم ازدادوا رقصًا، حتى إن من يريد أن يتعلم الرقص اليوم لا بد أن يمر بلبنان سواء أكان أديبًا، أم فنانًا، أم معارضًا سياسيًا. فالمساحة تتسع للجميع بلا استثناء. الرقص السياسي على أشده، والحكومة من كثرة الراقصين فقدت التوازن، فكل راقص يريد أن يكون له أكبر مساحة من مسرح الرقص، وهو رقص مدجج بالسلاح الأبيض والأسود، و بالجنز والعمامة الإيرانية. اليوم برامج تلفزيون الواقع كلها ماركة مسجلة من لبنان، ومطرب العرب، وراقص العرب، العرب (العارية) على حد تعبير الدكتور صنهات منتج لبناني. الضرب على الرؤوس، والضيق في النفوس ..... والجميع يرقص ويغني (وليه زعلان). آخر الرقص اللبناني رقصة حسن نصر الله حول صواريخه التي قال عنها: إنها قادرة على تدمير إسرائيل. جاءت الضربات الإسرائيلية وهو في سكرته يلطم ويصيح، وقام يرقص ومؤخرته مكشوفة، وقال: الصواريخ ستصل، يعني: ستصل إلينا، ونسي التهديد والوعيد لأن المسالة لم تعد تحتمل الصراخ. وقرر أن يتجه للقصير ليدمرها مع الأسد على رؤوس ساكنيها في خذلان عربي واضح، وصمت مهين، لا يقره دين ولا نخوة أعرابي. لبنان لأنه بلد حرية حتى في الرقص ... قرر أن يعلن النأي بالنفس في حفلة الدم السوري، والذي يريد أن يتعلم فنون الرقص على الحقائق يقرأ شارل أيوب في صحيفة الديار، فهو مشغول في زمن الدم السوري بالرقص على الملابس الداخلية للفنانات اللبنانيات. لبنان هذا البلد المنشرح بالرقص يعيش على مساعدات الخليج، ويرقص لها، ويلعنها ليل نهار، مد يده للخليج متسولًا، فوقف الخليج معه في محنته، واليوم عندما نستمع إلى حسن نصر الله، وناصر قنديل، وميشيل عون وبقية جوقة الحمقى، نجزم بأن الخليج هو سبب الحرب في سوريا، وسبب حفلة الرقص اللبناني منذ عام 1975 ، ولم يدر الراقصون في حميا احتكاك الأجساد أن هناك حزبا اختطف البلد، ويحرك الجميع ويرقصهم على سن الشوكة. هذه الأيام يعلن حزب الله عن إنشاء قناة فضائية ضد السعودية في منطقة بئر حسن بجوار العاصمة بيروت بإشراف النائحة المستأجرة فؤاد إبراهيم. وبميزانية مبدئية مقدارها 3.5 مليون دولار. جاءت قناة المنار وشنت علينا حربا شعواء، وقلنا: لا تثريب عليها قناة إيرانية وموضوعاتها عامة، وتحت سلطة السيد حسن، ولا مانع من الرقص الانفرادي. لكن اليوم هناك قناة جديدة في منطقة سنية في بيروت موجهة ضدنا. فيجب أن نرقص في بئر حسن مع السيد حسن، ومع الحكومة اللبنانية، ونقول: لدينا رقصة نريد أن نرقصها معكم أيها الراقصون. هذه القناة تعني إعلان الحرب على المملكة، وتهديد سلمها الأهلي، والدعوة العلنية لإثارة الفوضى، فإما أن تعلن الحكومة اللبنانية موقفًا حازمًا من حفلة الرقص هذه، وتطبق ميثاق الشرف الإعلامي العربي، أو عليها أن تتحمل نتيجة هذا الرقص الماجن .(والغوي بدو قوي والرقص بدو حنجلة). [email protected]