البيريسترويكا، تعني إعادة البناء، وهي برنامج للإصلاحات الاقتصادية أطلقه رئيس الاتحاد السوفييتى، ميخائيل غورباتشوف، وتشير إلى إعادة بناء اقتصاد الاتحاد السوفييتى.. صاحبت البيريسترويكا سياسة غلاسنوست والتي تعني الشفافية، أدت السياستان معًا إلى انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه سنة 1991، اليوم رجل البيريسترويكا العربية بدون منافسة هو المشير طنطاوي. أنقذت دول الربيع العربي نفسها من ورطة المذابح الأهلية، حيث يكون مفتاح الحل دائمًا في يد قائد القوات المسلحة، عندما يعطي نصيحة مخلصة للحاكم بأنه حان وقت الرحيل، فنحن لا يمكن أن نُوجِّه البنادق والدبابات والطائرات على أمهاتنا وأبنائنا، فافعل القرار الصحيح وارحل سالمًا، وجدنا هذه الصورة الحكيمة تتكرر في تونس، ومصر، واليمن، ولا أعتقد أن هناك شعبًا مسلحًا أكثر من اليمن، ولكن تظل حكمة قادة القوات المسلحة هي صمام الأمان. اليوم ينشر أحمد شفيق مذكراته في جريدة الحياة على حلقات، وبالطبع لم يترك نقيصة، ولا تهمة، ولا قذف مشين إلا ألصقه بالرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان، ومع ذلك تكشف المذكرات خلفية ذلك الرجل الخجول في محياه، والقوي في قراره، والشهم في أخلاقياته، المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، ورئيس المجلس العسكري، الأسبق، يقول عنه شفيق في خضم الأزمة عرض عليه الرئيس الأسبق مبارك، منصب نائب الرئيس، فرفض بأدب، وقال مكاننا هو الجيش، وعندما اشتعلت الثورة كان الناصح الأمين، برحيل مبارك، وقال بعدها لن أتولى حكم مصر، ولكن ننشئ المجلس العسكري، ولكن موقفه الأكبر انفتاحًا وحضارة وأخلاقًا، عندما تولى الرئيس محمد مرسي، مقاليد الأمور بانتخابات نزيهة، سلَّم له الراية، وفضَّل الانسحاب بهدوء، ورحل معه المجلس العسكري. موقف المشير طنطاوي لا يمكن تفسيره إلا أنه شخصية فذّة، لها رؤى مستقلة، يقود بصمت بيريسترويكا عربية نحو الديمقراطية، والشفافية، وحكم مؤسسات المجتمع المدنية، ويحمل هذه الراية من بعده وزير الدفاع الحالي عبدالفتاح السيسي، الذي قال في خطابه للقوى السياسة مؤخرًا، مخيبًا آمال المعارضة، "لن تتدخل القوات المسلحة في الساحة السياسية مجددا"، داعيا الأطراف المختلفة إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع بدلًا من مطالبة الجيش بالتدخل.