كثرت بل تفاقمت عادة خبيثة وأخلاق مشينة وانتشرت كإنتشار النار في الهشيم في مجتمعنا الخليجي بصفة عامة وفي بلادنا بصفة خاصة حتى أصبحنا نسمعها ونلمسها في مكاتب العمل وفي المجالس واللقاءات الإجتماعية وفي الشوارع بل حتى بين طلبة وطالبات المرحلة الإبتدائية ناهيك عن المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية فتسببت بالخصام والشحناء بل والقطيعة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة ناهيك عن القبيلة أو الأقارب والأصدقاء أو زملاء العمل، وهذه العادة الخبيثة هي السخرية والإستهزاء بالآخرين، السخرية من القبيلة والسخرية من الوضع الإجتماعي والسخرية حتى من المناطق والمدن، والإستهزاء بأحوال الناس والسخرية بالحسب والنسب فهذا شيخ وهذا عبد وهذا خضيري وهذا 220 وهذا 110 وهذا طرش بحر وهذا حضري وهذا بدوي بل وصل الحال بالبعض بأن يسخروا من المنطقة جملة وتفصيلا فنسمع من يتهكم بمفتاح المنطقة كقول هؤلاء 07 لا تشره عليهم وهو يقصد أهل المنطقة، والآخر يقول هؤلاء 06 لا تأخذ منهم وهكذا ناهيك عن التكبر والفخر بالحسب والنسب على حساب الآخرين والعجيب أن يحدث هذا بين المسلمين الذين بين أيديهم كتاب الله العظيم يقرؤونه ليلاً ونهاراً آيات كريمات تنهى عن هذا الخلق المشين وهذه العادة الخبيثة كما جاء على سبيل المثال لا الحصر في سورة الحجرات، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ...). الحجرات: آية 11 وقال صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: (الكبر ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم ولا أبالي). فلو كانت الجنة بالحسب والنسب لدخلها أبو طالب وأبو لهب أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إن الصحابي الوحيد الذي نقرأ اسمه حتى تقوم الساعة كان عبداً مملوكاً وحرره الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهو زيد رضي الله عنه كما جاء في سورة الأحزاب، قال تعالى: (... فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً). سورة الأحزاب: آية 37 وكذلك الصحابي الجليل بلال الحبشي الوحيد على وجه الأرض الذي يكنى مؤذن الرسول، فالعبرة ليست بالجاه والسلطة والقبيلة والحسب والنسب بل بالتقوى . حمود الشميمري -جدة [email protected]