خيّم الحزن على كل بيت من بيوت المدينةالمنورة أمس خلال متابعتها لتداعيات الحريق الذي أودى بحياة أسرة كاملة وتسبب فى مصرع 7 أفراد حرقًا واختناقًا في منزلهم بحي الخالدية ومع هول المأساة «المفزعة» التى تكررت فصولها خلال أشهر قليلة هز رحيل الأطفال السبعة يشاركهم جنين لم يرَ النور بعد كل القلوب وهى تعاين الآثار المدمرة التى خلفتها النيران في منزل الأسرة الراحلة. صدمة ما بعدها صدمة ارتسمت على ما تبقى من هذه الأسرة..اثنان فقط من أبناء المتوفى يعيشون في جدة لم يصدقا حتى اللحظة ما حدث، وحمّل شقيق المتوفى عبدالله الجمّال حماية المستهلك ووزارة التجارة المسؤولية بسبب التوصيلات الرديئة والتي تسببت في القضاء على عائلة بأكملها، وقال جمال إن سبب اشتعال النار هو أن التوصيلة ذات الجودة الرديئة اشتدت حرارتها عند وصلها بالتيار الكهربائي في وقت متأخر مما تسبب في اشتعال النيران في المنزل بأكمله، وقال جمال إن وزارة التجارة وحماية المستهلك هما المسؤولان عن دخول مثل هذه التوصيلات الرديئة إلى منازلنا والتي تسببت في وفاة أخي وعائلته. وتحدث الجمّال بلهجة يملؤها الحزن: ما حدث لأخي هو فاجعة لنا جميعاً..ونحن نؤمن بقضاء الله وقدره ولكن وجب على الإنسان الأخذ بالأسباب وهذا يحتم على المسؤولين التحرك بشكل واضح من أجل منع دخول هذه التوصيلات الرديئة التي أزهقت الأرواح والأنفس..وأمام هذا الوجوم الذي اكتسى به وجوه أشقائه وأقاربه يتساءل عبدالله الجمّال: ما ذنب عائلة كاملة أن تموت بسبب توصيلة رديئة لا تساوي حفنة من الريالات؟! ومن المستفيد من هذا؟! ويستعيد جمال تفاصيل اللحظات الأخيرة للأسرة حسب مشاهداته عقب الحريق أن الفتاة ذات الأربعة عشر ربيعاً عقب تشغيلها إحدى التوصيلات الكهربائية في غرفتها الساعة الثالثة فجراً اشتعلت النيران وامتدت إلى بقية المنزل في الوقت الذي يغط بقية أفراد العائلة في سبات عميق وعلى رائحة انبعاث الدخان والنيران استيقظ والد الفتاة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكنه في غمرة الإنقاذ سقط هو الآخر متوفىً بسبب الكميات الكبيرة من الدخان التي استنشقها أثناء عملية إنقاذ ابنته. الذهول والصدمة بديا على ملامح ابنيه الناجيين من حادث الحريق وهما أحمد وحامد حيث بدا الابنان اللذان يعملان في محافظة جدة وهما يحملان علامات الصدمة والذهول مما حدث للعائلة التي رحلت عنهم حيث لم يجد الابنان ما يعبران به عن هذه الفاجعة فما ارتسم على الوجوه كان كافيًا؛ ليعبرعن حجم ما يكنانه من مشاعر حزن على فقد حميمية العائلة. والمتوفون هم: الأب عبدالعزيز حامد الجمّال (55 سنة) وأبناؤه على التوالي، فيْ (14 سنة)، فيصل (5 سنوات)، محمد (4 سنوات)، سلطان (3 سنوات)، نايف (سنة) بالإضافة إلى زوجته بدور البطيني 30 سنة وهي حامل في شهرها الثاني.