في السابق وعندما يعلن عن تعيين مسؤول ما في منصب ما نجد الكثير يتسابق للاتصال على ذلك المسؤول الجديد وتهنئته بالمنصب الجديد والبعض يبادر بإرسال باقات الورود مصحوبة بأجمل التهاني والتبريكات وآخرين يصرفون عشرات الآلاف من الريالات - إن لم تكن المئات - لوضع إعلانات تهنئة متضمنة صورة ذلك المسؤول الجديد ، والبعض الآخر يسعى إلى استعادة الذاكرة ويبحث في تاريخه عن أي رابط قد يكون حدث له في الماضي وله صلة بذلك المسؤول الجديد وغيرها من المواقف التي يتعجب منها الإنسان كلما تأمل فيها . وفي السابق كان يأتي المسؤول إلى المنصب ويكاد يطير من الفرح ، كيف لا فها هي الألقاب تتسابق عليه وهاهي البطانة تتهافت لخدمته وتلبية طلباته والوقوف رهن إشارته وهاهي الكثير من القوانين والتي كانت مستعصية في السابق على كثير من الناس تصبح سهلة وميسرة بين يديه وهاهي الحلول تطرح لكثير من القضايا التي كانت عالقة لعدة سنوات ، وهاهم الناس ينتظرون منه بسمة أو نظرة حانية . في السابق كان يأتي المسؤول إلى منصبه الجديد فترى آثار النعمة تظهر عليه يوماً بعد يوم ، سواء كان ذلك على مستوى منزله أو سيارته أو غيرها من المظاهر ، ومع مرور الوقت تجد بأن ذلك المسؤول قد أصبح من ملاك العقار إن لم يكن من رجال الأعمال . أما اليوم فيكاد البعض يتمنى أن لايتولى منصباً ، إذ إن المسؤول اليوم لايتابع فقط من قبل الجهة الإدارية التي يتبع لها بل يتابع أيضاً من قبل الجمهور ويتابع من قبل الإعلام ويتابع من قبل عامة الناس إضافة إلى متابعة الجهات الحكومية الرقابية له ، فالمسؤولون اليوم وخصوصاً أولئك الذين يعملون في مناصب تتبع لتقديم خدمات للجمهورهم في موقف لايحسدون عليه ومناصبهم لم تعد تغري الكثير بل أصبح البعض يشفق على من يتقلد المسؤولية أو يتولى منصباً في مثل تلك الأماكن وأصبح الناس يترددون في تهنئة ذلك المسؤول بمنصبه الجديد أم بالدعاء له أن يعينه الله على تلك المسؤولية أويكتب له منها فرجاً قريباً . المناصب اليوم لم تعد كالسابق فمن أراد أن يتصدر اليوم لمنصب ما فليعلم أن تبعات ذلك لن تكون سهلة وميسرة وعليه أن يفكر عدة مرات قبل أن يقبل بذلك المنصب . [email protected]