لا يخفى على الكثيرين أكثر "قصة خيانة" شهرة في التاريخ؛ حيث قُتل يوليوس قيصر على يد بروتوس (الذي يعتقد أنه كان ابنًا لقيصر)، والذي قدم له قيصر في حياته العديد من المناصب والألقاب، وعيّنه حاكمًا لغاليا، ومع ذلك صوّب نحوه بروتوس الخنجر، فقال له يوليوس قيصر: (حتى أنت يا بروتوس)، فغدا هذا الأمر مثلاً شائعًا.. واليوم، ومع غلاء أسعار الدواجن أصبح الناس يُطلقون نفس المثل على الدواجن فيقولون: حتى أنتِ يا دجاجة! وقد سبق أن قيل: إن المصائب لا تأتي فرادى. فالشكاوى في تزايد مستمر من ارتفاع الأسعار، سواء في المنتجات الاستهلاكية، أو الأغذية، أو السلع، وفي كل مرة ترتفع فيها الأسعار تُعلن حملات المقاطعة، ومؤخرًا ارتفعت أسعار اللحوم، فعمد البعض لمقاطعة اللحوم، والاتجاه للدجاج والأسماك، وخلال الأيام الماضية تم الإعلان عن ارتفاع سعر الدواجن، فهبّ الناس للإعلان عن مقاطعة الدجاج، وأعلنوا عن حملة بعنوان: "خلّوها تعفّن" ويقصدون بذلك الدجاج. وهكذا تتواصل الإعلانات، ومقابل ذلك تتواصل حملات المقاطعة، فهل ستكون النهاية أن يقاطع الناس كل شيء؟!. إن قضية ارتفاع الأسعار لا ترتبط بطرفٍ واحدٍ، بل تشمل عدة أطراف مثل: التاجر، والمستهلك، والقوانين والأنظمة الموجودة. ولعل أهم طرف اليوم في هذه القضية هو المستهلك، والذي لا تهمه التفاصيل بقدر ما يهمه استقرار الأسعار، وعدم ارتفاعها، فحتى لو كان للتاجر أسبابه من ارتفاع للمواد الخام، أو الأعلاف، أو ارتفاع في أسعار الوقود، أو غيرها من الأسباب الأخرى التي أدّت إلى ارتفاع قيمة استيراد المنتج، فإن المستهلك لن يستوعب هذا الأمر، ولن يقتنع به، خصوصًا وأن هذا الموضوع يؤثر بشكل مباشر على دخله الشهري. لن تتوقف موجة الغلاء، وارتفاع الأسعار، والتي قد يكون منها ما هو مُبرَّر، ومنها ما هو ليس كذلك، والمهم هو كيف يمكن أن يتم وضع ارتفاع الأسعار في أطر صحيحة، ونظامية، وفقًا للظروف الاقتصادية حتى لا يستغل ضعاف النفوس مثل هذه الظروف، ويلجأوا لرفع الأسعار بدون أي مُبرِّر. [email protected]