تعهّد الرئيس باراك أوباما أمس الأول بأن الولاياتالمتحدة ستتعرف على منفذي تفجيرات بوسطن وستحاسبهم، بينما قال مسؤول بالبيت الابيض: إن التفجيرات سيتم التعامل معها ك»عمل إرهابي». فيما رجح ريتشارد باريت منسق فريق الأممالمتحدة السابق لرصد تنظيم القاعدة وحركة طالبان أن هناك مؤشرات على أن الجهة المنفذة لتفجيري بوسطن جماعة يمينية متطرفة وليس تنظيم القاعدة وفق ما نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس، وأوضح باريت أن توقيت الانفجارين كان متزامناً مع يوم الاحتفال ب»الوطنيين»، وكذلك الحجم الصغير نسبيًا لجهاز التفجير المستخدم يزيد من احتمال أن يكون المنفذون متطرفين محليين. بينما نفت حركة «طالبان» الباكستانية أمس «الثلاثاء» أي ضلوع لها في التفجيرات التي أدت إلى مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة اكثر من مئة في بوسطن. وقال باريت الذي يشغل الآن منصب رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات الأمنية في قطر: إن صغر حجم أجهزة التفجير ، واختيار اليوم الذي يتعيّن فيه على الأمريكيين أن يكونوا قد دفعوا مستحقاتهم الضريبية، إلى جانب ما تشكله بوسطن من رمز كبير ، كل ذلك يؤكد على أن التفجيرين من عمل جهة إرهابية داخلية. وكان مفوض الشرطة في بوسطن إدوارد ديفيس قد صرح بأن السلطات تلقت معلومات استخبارية غير محددة بأن شيئًا ما سيحدث في السباق. ويذكر أنه إضافة إلى الانفجارين ، اندلع حريق في مكتبة جون كيندي على بعد بضعة أميال من خط نهاية السباق في غضون الوقت ذاته ، وذكر مفوّض الشرطة أن الحريق قد يكون بسبب عبوة حارقة ، لكن ليس من الواضح ما اذا كانت له علاقة بالتفجيرين اللذين حدثا عند نهاية السباق. وقال أوباما في بيان صحافي ألقاه في ساعة مبكرة من صباح أمس و بثته شبكات التلفزة: «لم نعرف بعد من فعل هذا أو لماذا ويجب ألا يتسرع أحد في الاستنتاج قبل أن نعرف كل الحقائق». واستدرك بقوله: «ولكن ..سوف نتوصل إلى حقيقة ما حدث وسنعرف من فعلوا هذا ولماذا فعلوا هذا». ولم يصف أوباما التفجيرات بأنها هجوم، وأكد أنه لم يعرف الكثير عنها. لكن مسؤولا في البيت الابيض، قال إن اي حدث بشحنات متفجرة متعددة كما يبدو في تفجيرات بوسطن «هو بشكل واضح عمل إرهابي وسيتم التعامل معه كعمل إرهابي». وقال المسؤول: «لكننا لا نعرف بعد من نفذ هذا الهجوم ويتعين ان يحدد تحقيق وافٍ ما اذا كانت جماعة إرهابية اجنبية أو محلية خططت له ونفذته». وأثارت التفجيرات قلق مسؤولي البيت الابيض، حيث زاد جهاز أمن الرئاسة الإجراءات الأمنية حول المكان. وقال أوباما: إنه اصدر أوامر إلى الحكومة الاتحادية بزيادة احتياطات الأمن في انحاء الولاياتالمتحدة حسب مقتضيات الضرورة بعد الانفجارات. فيما نقلت وسائل اعلام امريكية عن الشرطة واطباء أن القنابل كانت تتضمن أجزاء معدنية ما تسبب بهذه الاصابات الرهيبة. وبترت سيقان أو أيدي بعض الاشخاص في موقع الانفجار. وقال رئيس فريق الطوارىء الطبي في مستشفى ماساتشوستس العام: إنه تم القيام «ببتر أعضاء» في الخيمة التي نصبت لمعالجة الجرحى او في المستشفى. إلى ذلك، نفت حركة «طالبان» الباكستانية أي ضلوع لها في تفجيرات بوسطن. وقال الناطق باسم حركة طالبان الباكستانية احسان الله احسان: «نحن نؤمن بمهاجمة الولاياتالمتحدة وحلفائها، لكننا لسنا ضالعين في هذا الهجوم». واضاف: «ليس لنا أي علاقة بهذا التفجير لكننا سنواصل استهدافهم في أي مكان كان». وكان شريط فيديو نسب إلى حركة «طالبان» الباكستانية تضمن تبني مسؤولية مخطط لتفجير سيارة في تايمز سكوير في 1 مايو 2010 وبعدها تم الحكم على الباكستاني-الامريكي فيصل شاه زاد بالسجن المؤبد. وبعد ذلك بفترة، نفى متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية ان تكون الحركة دربت او جنّدت شاه زاد. وقال شاه زاد خلال محاكمته انه تلقى تدريبا على صنع قنبلة خلال اقامته لاربعين يوما لدى «طالبان» الباكستانية لكن عند عودته الى الولاياتالمتحدة تصرف بمفرده. وماراثون بوسطن هو الأقدم في العالم وينظم في عاصمة ماساشوستس منذ العام 1897. ويجري عادة في ثالث يوم اثنين من شهر ابريل الذي يعتبر يوم عطلة. وكان الكثير من المشاركين قد أنهوا السباق حين وقع التفجيران اللذان تسببا ايضا بتحطم زجاج المحلات القريبة في شارع بويلستون في بوسطن. وأبقيت الشوارع المحيطة بموقع التفجيرين مغلقة حيث يعمل خبراء على التحقيق. واحدث الانفجار الاول الذي وقع على جانب الطريق التي يسلكها المشاركون في الماراتون سحابة غبار كثيفة، واخذ الناس يصرخون فيما حاول بعضهم الفرار عبر تسلق الحواجز. وروى مارك هاغوبيان الذي يملك فندق شارل مارك الواقع قرب خط وصول الماراتون: «شاهدنا أناسًا بترت سيقانهم». واضاف: «خسر أحدهم ساقه تحت الركبة لكنه كان لا يزال حيًا»، مؤكدا انه سمع انفجارين كان دويّ أحدهما «هائلًا»، وقال ايضا: «شعرنا بعصفه على وجوهنا». ونقلت شبكة «ان بي سي» عن مسؤولين قولهم إن الشرطة عثرت على «عدة متفجرات» في بوسطن ما يثير احتمال أن الهجوم كان منسقًا. المزيد من الصور :