سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لعبة “كيم" الخطرة ما أغضب الصينيين والروس هو أن اللغة العدائية لكيم أثارت ردودًا من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يمكن أن تؤثر في ميزان القوة في شمال شرق آسيا
لعل إحدى النتائج غير المتوقعة لأزمة كوريا الشمالية هي أن العالم بدأ يضيق ذرعا بالزعيم الشاب المشاكس، كيم يونغ أون. بدا كيم، في حديثه العدائي عن الحرب، متجاوزا الحدود وأغضب حلفاءه التقليديين مثل الصين وروسيا، ناهيك بالولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. يشكك المحللون الأمريكيون في نية كيم بشأن الهجوم، ويتوقعون، عوضا عن ذلك، أن يسعى إلى «موقف تصعيدي» كاختبار صاروخي آخر، يعلن بعده الانتصار والتراجع عن شفير الهاوية. لكن لأن كيم لم يدر على الإطلاق أيًا من دورات التهديد والتصعيد من قبل، يخشى المسؤولون ألا يجد منفذا للخروج. زاد كيم من سخونة الأجواء عن عمد الشهرين الماضيين، في أعقاب اختبار كوريا الشمالية النووي في فبراير (شباط). وقال، إنه «تخلى عن هدنة بلاده مع كوريا الجنوبية وقطع الخط الساخن معها، ونصح الدبلوماسيين بمغادرة كوريا الجنوبية، وهدد بشنّ ضربة نووية ضد الولاياتالمتحدة وعرض خرائط معادية لهجمات صاروخية، مثيرة للضحك إن لم تكن إشارة على استهتار كيم». في الوقت ذاته، حافظت إدارة أوباما على هدوئها، لأن تصرفات كوريا الشمالية على الأرض كانت أقل تصعيدية من حملة كيم العدائية. وسعت الولاياتالمتحدة إلى مواجهة أي تهديد عسكري بروية، عبر نصب أنظمة دفاعية بالقرب من كوريا الشمالية، وسوف تسقط الولاياتالمتحدة أي صاروخ يطلق نحو قاعدة أمريكية أو هدف آخر في دولة صديقة. ربما كانت أكبر أخطاء كيم هو الاعتقاد أن بكين وموسكو قد تغضّان الطرف عن تصريحاته، كما كانت هي الحالة دائما بالنسبة لكوريا الشمالية. لكن المغرور الصغير هذه المرة، كما قال بعض المسؤولين الصينيين في وصفهم لكيم، يبدو أنه قد تمادى بشكل كبير. فحذّر الرئيس الصيني الجديد تشي جينبينغ نهاية الأسبوع الماضي، من أنه لا ينبغي أن يسمح لدولة آسيوية أن تتسبب في حالة من الفوضى لمصلحة أنانية. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقال في مؤتمر صحافي يوم الاثنين: «نحن قلقون تجاه التصعيد في شبه الجزيرة الكورية». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن «بلاده لا تحمل خلافا في وجهات النظر مع الولاياتالمتحدة بشأن الموقف». ما أغضب الصينيين والروس هو أن اللغة العدائية لكيم أثارت ردودا من الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية يمكن أن تؤثر في ميزان القوة في شمال شرق آسيا. الدفاع الصاروخي أحد الأمثلة، لكن الولاياتالمتحدة تعيد تعزيز قدراتها من الغواصات وقواتها الجوية في المنطقة. قام الكونغرس بتحديث «خطة العملية 5027» لشبه الجزيرة الكورية، التي تتوقع هزيمة سريعة وحاسمة لكوريا الشمالية، في حال كانت متهورة بما يكفي للهجوم. ويأمل القادة الأمريكيون والكوريون الجنوبيون في مقر قيادة تانغو في تحييد قطع مدفعية كوريا الشمالية التي تشكل تهديدا لسيول وتدمير دفاعات كوريا الشمالية الجوية سريعا. ويؤكد مسؤول سابق على ضرورة مضي الولاياتالمتحدة قدما وإسقاط أي صاروخ جديد تطلقه كوريا الشمالية، محتكمة إليه كتبرير لقرار الأممالمتحدة الذي يدين البرنامج الصاروخي. لكن إدارة أوباما لا تملك مثل هذه الخطط - ما لم تستهدف هذه الصواريخ أهدافا أمريكية. واقترح إم جيه تشونغ صاحب الحصة المسيطرة في شركة «هيونداي»، وعضو برلمان كوريا الجنوبية خطوات أكثر تشددا في واشنطن. وقال أمام مؤتمر أقامته مؤسسة «كارنيغي»: «ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تعيد نشر الأسلحة النووية التكتيكية التي أزالتها من كوريا الجنوبية عام 1991 وتأجيل نقل قيادة العمليات العسكرية المزمع إلى كوريا الجنوبية عام 2015». وأكد أيضا على ضرورة أن تبدأ كوريا الجنوبية في تطوير أسلحتها النووية الخاصة كورقة تفاوض لنزع السلاح النووي من الجزيرة، أو كرادع في حال فشل ذلك. وحذر تشونغ من أنه في حال: «فشلت الدبلوماسية، وفشل الإقناع وفشلت سياسة العصا والجزرة، ينبغي على القيادة الصينية التدخل وفرض تغيير في سيطرة عائلة كيم الهدامة في كوريا الشمالية، كما أعاد دينغ شياوبينغ مسار الصين الخاص بعد فشل ماو زيدونغ. ولا يخطط المسؤولون الأمريكيون لإعادة نشر أسلحة نووية تكتيكية، لكنهم يظهرون رغبة في مناقشة مقترحات كوريا الجنوبية لتأجيل نقل القيادة العسكرية». هل من الممكن حقا أن يقود كيم وجيش كوريا الشمالية بلادهم نحو انتحار وطني؟ يرفض المحللون في الأغلب هذا كنتيجة غير منطقية وغير محتملة. المزيد من الصور :