قبل أيام مرّت الذكرى الأولى على رحيل عميد الفن السعودي الأستاذ الموسيقار طارق عبدالحكيم يرحمه الله، وهي بلا شك ذكرى حزينة لكل من عرف هذا الرجل الإنسان النبيل ولكل من عاصره وعاشره عن قرب. وأنا افتخر وأعتز بأنني من الجيل الذي عاصر هذا العملاق الكبير، وقد تشرّفت بمعرفته عن قرب في كثير من المواقف، ويشهد الله أنني لم أرى وألمس منه إلا كل الصفات الإنسانية الرائعة، والتي تدل على صفاء معدنه الأصيل، فلقد كان يرحمه الله إنسانًا بكل المعاني الجميلة، فتعلمنا منه الكثير من الصفات الإنسانية التي كرّسها وجسّدها بدون أي تكلف، فشاهدته وعرفته إنسانًا نقيًا مخلصًا صادقًا ملتزمًا، ووالله لم أسمعه يومًا (طوال عشرين عامًا معرفتي به) يغتب أحدًا، أو يسب أحدًا، أو ينكر فضل أحد عليه، أو يكذب، فقد كان يحمل جميع الصفات الإنسانية النبيلة، وكان يرحمه الله دائم الابتسامة، يسلم على الجميع بكل تواضع وأدب، ويبادل الجميع كل الحب والود، ولازلت أذكر وسأذكر دائمًا أنني تشرفت بأن أجعله كاتبًا صحفيًا حيث استكتبته في صفحة الفن بجريدة البلاد عندما كنت أشرف على صفحاتها قبل سنوات طويلة، وهذا كان شرفًا لي افتخر به إلى اليوم وإلى ماشاءالله، فقد شرّفني يرحمه الله بكتاباته، ولم أجد منه إلا الإلتزام الحقيقي، وصدق الكتابة، وإعطاء كل ذي فصل حقه. وأما من الناحية الفنية، فيبقى الموسيقار الأستاذ طارق عبدالحكيم هو عميد الفن السعودي بكل جدارة، قدم خلال مشواره الطويل الحافل الكثير من العطاءات الأصيلة والإبداعات التي لا تُنسى، فلحّن وغنّى للوطن والأرض والحب والصدق، فأطرب وأبدع، وكان وسيظل له لونه الخاص به، كملحن، وكمطرب، وله أفضاله الكبيرة على الفن السعودي. رحمك الله يا أبى سلطان، ولقد أفتقدتك، وسأظل أفتقدك، فمن عرفك لا يمكن له أن ينسى إنسانًا حمل كل المعاني الإنسانية الأصيلة مثلك. * * * الأسبوع الماضي احتفت جمعية الثقافة والفنون بجدة بالفنان الكبير الراحل عمر كدرس يرحمه الله، في «أمسية وفاء» كانت أكثر من رائعة بحضور جمهور غفير متذوق للطرب الأصيل، والراحل الكبير الموسيقار عمر كدرس لا يقل إبداعًا عن موسيقارنا الكبير طارق عبدالحكيم، وسيبقيان اسمين كبيرين في سماء فننا وإبداعنا. وكدرس مدرسة كبيرة وصاحب لون فني لا يتكرر، واحتفاء جمعية الثقافة والفنون بجدة بهذا الموسيقار الكبير لهي لفتة رائعة من الجمعية تجاه أحد أبرز مبدعينا أصحاب العطاءات الأصيلة الخالدة، وكان الحفل رائعًا وناجحًا، ولأن الناجح هو الذي يتعرض للحقد والحسد، فليس غريبًا على صفحة «المجاملات والمصالح» في تلك الجريدة أن تنشر أمس أخبارًا كاذبة- كعادتها-، والمضحك أن من كتب ذلك الكلام الفارغ لم يحضر الحفل!!. إن الجميع في الوسط الفني أصبحوا مستائين ممّا تقدمه تلك الصفحة من أخبار «مجاملات» وأخبار «المصالح الشخصية والمادية» اليومية، وحقدهم الكبير على كل عمل ناجح في الساحة الفنية؛ ولهذا ليس غريبًا عليهم ترديد الأكاذيب والإشاعات ضد أي عمل ناجح، وهؤلاء بالفعل تنطبق عليهم الحكمة الشهيرة: «القافلة تسير.. و....»!!. إحساس ياما كتمت الحب في قلبي وخبّيته عنك.. ياما سكبت الدمع على خدي ونسيته منك.. وابقى على قلبي ولا فكر ويرضى بك واقسى من الشوق ولا أحس بعذابك دي السعادة في وصالك.. والحلاوة في دلالك .. وانت بتزوّد عذابك.. وانت بتجدّد عتابك.. وانا راضي بك وأقول.. مقبول منك كل شي مقبول.. (من إبداعات عمر كدرس للصوت الخالد طلال مدّاح يرحمهما الله). [email protected]