لو افترضنا أنه عُرض على إحدى الفتيات فرصة تغيير مضمونة لصفة موجودة فيها، وتتمنى تغييرها، فماذا يحتمل أن تكون؟ هل ستكون صفة سلبية تشعر بأنها تضايق الآخرين، وتود التخلص منها، أم ستكون صفة إيجابية تتمنى الاستزادة فيها؟! المؤسف أن كثيرات سيقع اختيارهن على تغيير صفات شكلية في أجسامهن، بهدف رفع مستوى جمالهن وجاذبيتهن. ممّا يشير إلى وجود فئات من الفتيات مازالت نظرتهن لأنفسهن تعتمد وبشكل كبير على ما يبدو من خلال مظهرهن الخارجي فقط! ربما كانت مثل هذه الدوافع هي المحرك الرئيس وراء رواج تجارة عمليات التجميل، التي تدر المليارات عالميًّا على المتخصصين فيها، والذين يبحثون عن مصادر مالية متجددة من خلال اصطياد زبائن جدد كل يوم، لضمان استمرار حصولهم على تلك الدخول العالية. ويصدق ذلك في واقعنا أنه قلما يخلو بيت من وجود فتاة أو امرأة واحدة لم تجر مثل هذه العمليات، أو على الأقل لم تفكر جديًّا في القيام بها. ولعلك ترين في أحاديث بعض مجتمعات النساء عجائب يصعب تصديقها، لاسيما من بعض من يتمتعن بجمال يبدو عاليًا أو معقولاً، ولكنهن مازلن يبحثن عن المزيد، ولو من خلال علميات التجميل تلك. ليست المشكلة في البحث عن الجمال، ولا في بذل قدر معقول من المال للحصول عليه. إلاّ أنه من الضروري التوازن في مثل هذا الأمر، لئلا يتطور ويصبح هوسًا لا تكتفي فيه صاحبته بالوصول إلى أي حد مهما بلغ. كما أن هناك مشكلة حقيقية في أن بعض الفتيات لديها الاستعداد لترخص جسدها وصحتها، وربما تعرضت للرجال مستهينة بعرضها وكرامتها، لتحقيق إضافة جمالية يسيرة، ترى أنها ستكون فاصلا بين شعورها بجمال نفسها وقبحها. وكما هو معلوم، فإن الجمال الخارجي أو المظهري لا يصمد لوحده، بل لابد أن يعضده جمال داخلي. ومهما بذلت الباحثة عن الجمال الشكلي من مالها وصحتها للحصول عليه، فإنه لا يبقى طويلا. ولكن الجمال الداخلي كثيرًا ما يصمد لوحده، بل وغالبًا ما يتفوق على الجمال الظاهري المجرد. ولكن هذا يتم فقط عندما تعززه القناعة الشخصية بأهمية هذا الجمال. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] @mshraim