الرج تحريك الشيء وإزعاجه والرجرجة الاضطراب. روح البيان (9 / 316)، ومنه الارتجاج في المخ ، فيصاب بمصيبة يرتج منه دماغه فيكون مجنونا عياذا بالله. قال في المعجم الوسيط (1 / 329):الارتجاج المخي (فِي الطِّبّ) اخْتِلَاف وظائف المخ من ضَرْبَة على الرَّأْس أَو هزة عنيفة. وهذه العبارة يقولها بعض الناس هداهم الله إذا أُكثر عليه في الإلحاح في أمر من الأمور فيقول للمُلِحِ عليه متذمرا ( رجيتني الله يرجك) . وهذا دعاء بالسوء لا ينبغي للمسلم أن يقوله لأنه يتضمن دعاء على إخوانه المسلمين بالضرر سيما إذا كانوا أقاربا او زوجة أو أولاداً. والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدعاء على الزوجة والخادم والولد ، قال عليه الصلاة والسلام (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ) رواه مسلم. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ» رواه أبو داود. قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1 / 373): فَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ دُعَاءَ الْغَضْبَانِ قَدْ يُجَابُ إِذَا صَادَفَ سَاعَةَ إِجَابَةٍ، وَأَنَّهُ يُنْهَى عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ فِي الْغَضَبِ. وكم من انسان تجرع الحسرات بسبب دعوة دعى بها على حبيب أو قريب او زوجة او ولد فاستجيب له فندم على تلك الكلمة . ومخاطر اطلاق العنان للسان أكثر من تحصى. يروى أن ملكا من ملوك حِمْيَر خرج للصيد ومعه نديم له كان يُقَرِّبه ويكرمه، فأشرف على صخرة مَلْساء ووقَف عليها، فقال له النديم: لو أن إنسانا ذُبِحَ على هذه الصخرة إلى أين يبلغ دمه؟ فقال الملك: اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ، فذبح عليها، فقال الملك: رُبَّ كلمة تقول لصاحبها دعني. مجمع الأمثال (1 / 306). قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: مَا أَبْكَى الْعُلَمَاءَ بُكَاءٌ آخِرَ الْعُمُرِ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا أَحَدُهُمْ فَتَهْدِمُ عُمُرَ خَمْسِينَ سَنَةً، أَوْ سِتِّينَ سَنَةً، أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً، وَرُبَّ غَضْبَةٍ قَدْ أَقْحَمَتْ صَاحِبَهَا مُقْحَمًا مَا اسْتَقَالَهُ. جامع العلوم والحكم (1 / 374). قال أكثم بن صيفيّ: مقتل الرجل بين فكّيه. وقال الأحنف: حتف الرجل مخبوء تحت لسانه. عيون الأخبار (1 / 452). فالمؤمن يراقب ألفاظه كما يراقب حركاته وسكانته لأنه محاسب مؤاخذ بما يقول. وفق الله إخواني القراء للعمل الصالح والقول النافع.