ورقة افتتاحية: عَنْ جَابِرِ بْنِ عبداللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ وَلا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ. لا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ». أخرجه أبو داود (2/88، رقم 1532)، وصححه الألباني. قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في «عون المعبود شرح سنن أبي داود»: أَيْ لئلا تُصَادِفُوا سَاعَة إِجَابَة وَنَيْل فَتُسْتَجَاب دَعَوْتُكُمْ السُّوء. كم من مرة سمعت فيها والدا يدعو على ولده؟ أو إنسانا على نفسه؟ تأملت ما سبب هذه الظاهرة فلم أجد غير التربية والتنشئة والثقافة السائدة. استمع لنماذج استمعت لها بأذني ولك الحكم، يقول أحدهم لأولاده حين تأخروا عليه بالقهوة والتمر!! ثم أحضروا له تمرا لم يرق له، فقال: عساكم الفقر! وأريد أن اسأل هذا الإنسان: من الذي أحضر التمر؟ أليس هو صاحب الدعوة؟ وامرأة أخرى تقول حين قصرت قليلا بحق بيتها: الله يبعث لي الحمى إن شاء الله.. وهل هناك إنسان عاقل يتمنى وقوع الحمى على نفسه؟ وأخرى تقول لولدها، وقد كسر كأسا بمطبخها: عساك الكسر إن شاء الله، الله يكسر يديك!! وأقول: ينكسر مائة كاس ولا تكسر يد ولد لك. ومما وصل لي وأعلم صدقه: قول امرأة لا تريد الذهاب لمدينة مع زوجها وهي حامل، فقالت: يا رب يجيني شيء يخليني ما أذهب لهذه المدينة!! فأصيبت من فورها بألم شديد ونزل معها دم تسبب عليها بالحزن والخوف على نفسها وجنينها، وكم كان درسا قويا لها. وهناك من يقول لولده لأنه لم يستمع له جيدا، وربما لطريقته وأسلوبه في تربيته: عساك الصقه. وآخر يقول لأولاده وقد وجدهم تأخروا بالنوم قليلا: عساكم لنومة أهل الكهف إن شاء الله!! ورقة إعلامية: ما أجمل أن يوجد لدينا قبل تمثيل أي عمل بالتلفاز أو المسرح أو غيره، مراقبون يتأكدون من خلو المحتوى من المخالفات الشرعية الشائعة، ولعل من أشدها إيلاما مما يناسب حديثي اليوم ما يكثر سماعه من دعاء على النفس أو المخاطبين بل وحتى الولد في هذه البرامج. كم مرة سمعت من يقول بالتلفاز: الله يأخذكم إن شاء الله عساك البلى بشكلك الله يحرمني من شبابي الله لا يسلم فيك مغزّ إبرة تخلخلت عظامك ِسم إن شاء الله......عساك ما تحدّره.... وتقال لمن يأكل!! ورقة للتربية: الرفق بالجاني عتاب، ومن تأني أدرك ما تمنى، وفكر بكل كلمة قبل خروجها، وتذكر قوله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.