تنطلق مساء الأربعاء مسيرة منتخبنا الأول لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا القادمة والتي ستقام في استراليا عام 2015م بمواجهة المنتخب الصيني في الدمام ومن خلال هذا التقرير تقرأ «المدينة» أوراق الضيف الأخضر القادم من الطرف الآخر من القارة.. وتأمل الجماهير السعودية أن تساهم التغييرات الجذرية على الصعيدين الفني والإداري في تحسين صورة المنتخب السعودي الذي أصبح يعاني بشكل كبير من تواضع المردود الفني وسلبية النتائج المسجلة: ظروف متشابهة ما يمر به المنتخب السعودي من ظروف صعبة وتراجع كبير ينطبق تمامًا على المنتخب الصيني والذي بالفعل يكاد يشابه الأخضر في نقاط كثيرة مع فارق بسيط في كون خسائرهم أخف حدة نوعًا ما منا فالمنتخب الصيني غادر كأس آسيا الماضية في الدوحة من الدور الأول بعد أن احتل المركز الثالث في المجموعة خلف منتخبي اوزباكستان وقطر وغادر تصفيات كأس العالم من نفس الدور الذي غادرنا منه وتأهل من مجموعته منتخبي العراق والأردن بل إنه خسر من العراق ذهابًا وإيابًا وخسر من الأردن في عمان أي أن المنتخب الصيني يعاني من ذات التراجع الذي يعاني منه منتخبنا وتراجع تصنيف التنين الصيني حتى وصل للمركز 86 عالميًا. المدرسة الإسبانية ولا يقتصر وجه الشبه بين الظروف السعودية والصينية على المردود الفني والنتائج بل تجاوز ذلك الى كون المنتخبين تحت قيادة فنية اسبانية مع تفوق واضح للخبرة في الجانب الصيني الذي يقوده المدرب المعروف خوسيه انطونيو كماتشو والذي سبق له قيادة المنتخب الاسباني من عام 1998 إلى عام 2004 م كما سبق له تدريب ريال مدريد وبنفيكا البرتغالي مرتين واوساسونا وغيرها وكلا المدربين يعتبر من أبناء ريال مدريد ووقع كماتشو عقدًا مع الاتحاد الصيني عام 2011 م لمدة ثلاث سنوات وأعلن رسميًا في أول مؤتمر صحفي عقده أنه يسعى للوصول بالمنتخب الصيني لمونديال 2014 م وهي المهمة التي فشل فيها حتى الآن ولكن البوادر تشير لتمسك الاتحاد الصيني بالمدرب واستمراره لمدة عقده كاملا. تشكيلة محلية ركز مدرب المنتخب الصيني على اختيار مجموعة جديدة من اللاعبين لبدء المشوار الجديد للمنتخب الصيني وجاءت تشكيلة كماتشو محلية 100 % معظمها من فريق جوانزاو الذي حقق لقب الدوري وهرب كماتشو بلاعبيه من البرد القارس في الصين الى اوروبا حيث عسكر بهم لمدة عشرة أيام في اسبانيا خاض خلالها لقاء وديًا مع أحد فرق الدرجة الثانية في سويسرا كسبه بثلاثة أهداف دون مقابل ثم توجه لعمان لإكمال إعداده وخاض لقاء وديًا واحدًا أمام عمان خسره بهدف. مسيرة متعثرة بعد الخروج من نهائيات كأس آسيا الماضية خاض المنتخب الصيني 22 مباراة دولية ما بين رسمية في تصفيات كأس العالم ولقاءات ودية كسب منها 11 مباراة وتعادل في 4 مباريات وخسر 7 مباريات ولكن معظم انتصاراته كانت مع منتخبات ضعيفة اذ كسب لاوس مرتين في تصفيات كأس العالم وكسب هندوراس وفيتنام اضافة الى هندوراس وجامايكا وتلقى خسارة قاسية جدا على يد البرازيل قبل ستة أشهر بثمانية أهداف دون مقابل ولكنه خسر بشكل جيد أمام اسبانيا بهدف وحيد وكذلك السويد ومباراة عمان الاخيرة هي الاولى للتنين الصيني في العام الجديد. تاريخ لقاءات المنتخبين يحمل تاريخ مواجهات المنتخبين السعودي والصيني خمس عشرة مواجهة ويتفوق الصينيون بسبعة انتصارات مقابل ستة للسعوديين وتعادلين اثنين ويتفوق السعوديون في عدد الأهداف المسجلة بعشرين هدفًا مقابل تسعة عشر للصينيين وأكبر فوز في تاريخ لقاءات المنتخبين هو فوز المنتخب السعودي وديًا عام 2009 م بأربعة أهداف مقابل هدف واحد والتقى المنتخبان على الأراضي السعودية ثلاث مرات كسب الأخضر مواجهة واحدة وتعادل المنتخبان مرتين. ضعف دفاعي يلاحظ على أداء الصيني الضعف الواضح في أداء خط الظهر فقد اهتزت الشباك الصينية في 16 مباراة من أصل 22 لعبها بعد نهائيات كأس آسيا الماضية بل إن شباكه اهتزت 8 مرات أمام البرازيل فقط ويكفي ان منتخبًا مثل لاوس تمكن من هز شباك الصينيين ذهابًا وإيابًا في تصفيات كأس العالم بل إنه من 8 مباريات في تصفيات المونديال المرحلة الثالثة اهتزت شباكهم في سبع جولات وفي المقابل لم يسجل الصينيون إلا هدفًا واحدًا في آخر اربع مواجهات عندما تعادلوا ايجابيًا مع نيوزيلندا في نوفمبر الماضي وتحدث مؤخرًا كماتشو عن مشكلة الهجوم التي يعاني منها وعدم القدرة على تسجيل الأهداف. حقبة جديدة الكرة الصينية على اعتاب مرحلة تاريخية فبعد دراسات طويلة قرر الصينيون التركيز على تقديم مسابقة محلية تعيد لكرة القدم توهجها وتساهم في خلق جيل جديد من اللاعبين المحليين ذوي المستويات العالية فانطلق مؤخرا دوري السوبر الصيني والذي شهد منذ عامين توافد عدد كبير من نجوم كرة القدم العالمية سواء لاعبين أو مدربين حتى أصبح محط الأنظار ولزيادة الاهتمام استضافت الصين عددًا من مباريات البطولات الأوروبية النهائية ووصل الأمر ببعض الفرق الأوروبية أن جدولت بعض المباريات في توقيت مناسب للدولة التي يشكل سكانها خمس سكان الكرة الأرضية بسبب ضخ الأموال الكبير جدًا والملاحظ مؤخرًا باتجاه كرة القدم.